سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الديلى نيشن": مباردة كينية لإنهاء أزمة النفط بين السودان والجنوب.. سيلفا كير طلب الوساطة الكينية لعدم ثقته فى الوسطاء الدوليين.. وجبهة جديدة فى شرق أفريقيا قد تفرض ضغوطا على الخرطوم
ذكرت صحيفة "الديلى نيشن" الكينية، أن الحكومة الكينية سوف تطلق مبادرة دبلوماسية خلال الأيام القادمة للتوسط لحل الأزمة الدبلوماسية المشتعلة حاليا بين دولة السودان ودولة جنوب السودان من خلال الهيئة الحكومية للإنماء والمعروفة باسم "إيجاد"، خاصة فى ظل التكامل الاقتصادى الملحوظ الذى تشهده حاليا منطقة شرق أفريقيا والذى قد يفرض مزيدا من ضغوط حكومة البشير فى السودان. وأضافت الصحيفة الكينية، أن مصادر مقربة من مراكز اتخاذ القرار فى كينيا قد أكدت أن رئيس جنوب السودان سيلفا كير قد دعا الحكومة الكينية بالتدخل لحل الأزمة الحالية بين بلاده ودولة السودان إبان الزيارة التى قام بها مؤخرا إلى نيروبى، والتى شارك خلالها فى مراسم وضع حجر الأساس لافتتاح ميناء لامو والذى يهدف إلى الربط بين جنوب السودان وكينيا وأثيوبيا. وأوضحت "الديلى نيشن" أن رئيس الوزراء الكينى رالى أودينجا قد زار العاصمة الأوغندية كامبالا للحصول على دعم الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى للمبادرة الكينية والتى تهدف إلى إنهاء الأزمة بين السودان وجارتها الجنوبية، موضحة أن تلك المبادرة سوف تعمل تحت إشراف منظمة الإيجاد والتى يرأس دورتها الحالية الرئيس الكينى مواى كيباكى. وأوضحت الصحيفة، أن الدور الذى تلعبه كل من كينيا وأوغندا فى دعم جنوب السودان، بالإضافة إلى السعى الكينى لإرساء علاقات وثيقة مع كل من أثيوبيا والصومال إنما يوضح أن هناك جبهة جديدة قد بدأت فى إعادة تشكيل ملامح السلطة فى إقليم شرق إفريقيا. وأضافت الصحيفة الكينية، أن نائب الرئيس الكينى كالنزو موسيوكا سوف يقوم بزيارة قصيرة إلى الخرطوم، فى حين أن وزير الخارجية الكينى مويسيس ويتنجولا سوف يزور كلا من أثيوبيا وجيبوتى وأريتريا من أجل الترويج للمبادرة الكينية لإنهاء الأزمة التى ثارت مؤخرا بين شمال السودان وجنوبه. واعتبرت "الديلى نيشن"، فى تقرير لها نشرته حول المبادرة الكينية لحل الأزمة بين دولة السودان ودولة الجنوب، والتى تعد الدولة الأحدث فى القارة السمراء، أن دعوة سيلفا كير الأخيرة والتى طالب فيها الحكومة الكينية بالتدخل لحل الأزمة تعكس انعدام ثقة حكومته فى المفاوضات التى تجرى حاليا تحت رعاية الاتحاد الإفريقى والأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا. وقد برر العديد من المحللين الموقف الجنوبى من تلك المفاوضات بأن هناك مخاوف كبيرة فى جوبا حول المبادرات التى تمت على المستوى القارى والتى تهدف إلى ممارسة المزيد من الضغوط على حكومة الجنوب قد تؤدى فى النهاية إبرام اتفاق غير عادل حول حقوق دولة الجنوب النفطية. من ناحية أخرى أضحت الصحيفة الكينية، أن حكومة جنوب السودان قد أعربت عدم ارتياحها لرغبة المجتمع الدولى تحميل قضية العلاقات مع الشمال مع القضايا الإنسانية التى ظلت معلقة لوقت طويل، خاصة أن ذلك يخدم بشكل كبير أهداف حكومة الخرطوم والتى تسعى لاستغلال نفط الجنوب. وأكد العديد من المحللين، بحسب ما ذكرت "الديلى نيشن"، أن منظمة الايجاد لديها فرصة كبيرة فى الضغط على حكومة الخرطوم لإبداء قدر من المرونة تجاه قضية النفط مع دولة جنوب السودان، خاصة أن الخرطوم قد لا تحتمل مزيدا من العزلة السياسية التى قد تمارس عليها من جانب جيرانها الأفارقة. وأضافت الصحيفة الكينية، أنه من الصعب على الخرطوم أن تمارس مزيدا من الضغوط على إقليم شرق أفريقيا فى ظل حالة التكامل التى تزايدت بشكل ملحوظ مؤخرا، خاصة بعد إنشاء محور جديد يهدف إلى الربط بين جنوب السودان وكينيا وأثيوبيا من خلال إنشاء خط سكة حديد يربط بين الدول الثلاثة بالإضافة إلى إنشاء خطوط أنابيب من أجل توصيل النفط فيما بينهم. من ناحية أخرى فإن أوغندا من جانبها سوف تنتهى قريبا من إنشاء خطوط أنابيب لنقل النفط قريبا بالإضافة إلى مصفاة لتكرير النفط وبالتالى فسوف تسعى إلى الحصول على نفط جنوب السودان لتكريره، وهو ما يعكس مزيدا من التكامل بين دول الإقليم، قد يفرض مزيدا من الضغوط على حكومة الخرطوم. جدير بالذكر أن أزمة النفط قد اشتعلت بين الخرطوموجوبا مؤخرا بعد القرار الذى اتخذته السودان بفرض رسوم لنقل النفط الجنوبى عبر ميناء بورسودان تصل إلى 36 دولارا للبرميل، وهو القرار الذى دفع حكومة جوبا بوقف إنتاج النفط.