قال الروائى الدكتور زين عبد الهادى، رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة لدار الكتب والوثائق القومية، أعتقد أن رسالة روايتى "أسد قصر النيل" قد وصلت إلى أوروبا، قبل أن تصل إلى مصر، مدللًا على ذلك، بقيام باحثة إيطالية بإعداد رسالة ماجستير عنها حول مقدمات ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، مؤكدًا على أن أدوات النقد التقليدية لن تستطيع التعامل مع هذه الرواية، نظرًا لما قدمه فيها من أساليب جديدة، من شأنها الارتفاع بالذائقة الإبداعية. جاء ذلك خلال مناقشة رواية "أسد قصر النيل" للروائى الدكتور زين عبد الهادى، رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة لدار الكتب والوثائق القومية، والصادرة عن دار ميريت للنشر، وناقش الرواية الدكتور شوكت المصرى، وحضر الندوة عدد من المثقفين والناشرين. وأشار "عبد الهادى" إلى أنه بدء الشروع فى كتابة هذه الرواية، بعدما صدرت روايته "دماء أبوللو"، مؤكدًا على أن حياته على المستوى الشخصى كادت أن تتدمر بسبب هذه الرواية، مشيرًا إلى أن البطل فيها يستعيد على مدار أحداث الرواية ذاكرته التى فقدها، وأوضح أن الدافع الأساسى فى كتابتها، هى حالة الفوضى التى تشهدها مصر، والإحساس بعدم اليقين، مشيرًا إلى أن هذين السببين كانا من العوامل التى دفعت الشعب المصرى للقيام بثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، والتى تمثلت فى كل شىء، من قانون، وبيئة، وتعليم، وصحة، ومسجد وكنيسة، وفى الشارع والحارة، وفى كل مناحى الحياة، فى الوقت نفسه، على أن المصريين هم سادة العالم فى الزراعة فقط وأن كل ما ينتجه المصريون فى المجالات الأخرى، ما هو إلا إعادة إنتاج لما تم إنتاجه مسبقًا، مدللاً على ذلك بأننا لا نملك براءات اختراع لما ننتجه. وأوضح "عبد الهادى" أن الهدف الذى تسعى إليه الرواية هو أنه دائمًا ما يقوم الإنسان بثورة سواءً فى العالم العربى أو الغربى، ولكننا كمصريين ما أن نقيم ثورة من هنا، إلا ونعود لما كنا عليه من قبل أو أسوء، وكأننا فى دوائر مكررة، لا نخرج منها، ولذا فإن الثورة الحقيقة التى جسدتها أحداث الرواية، هى قدرة الإنسان الفرد على الثورة، أن يثور على نفسه أولاً، قولاً وفعلاً، مؤكدًا على أن الثورات لا تنجح بالأهداف المنشودة منها، بقدر ما تقف على العمل من أجل إنجاح هذه الثورة. وأوضح الناقد الدكتور شوكت المصرى، أن رواية "أسد قصر النيل" تستهدف ثلاث قراء، أولهما القارئ العادى الذى يتابع ما يصدر ويقرأ، وثانيهما الناقد، أما الثالث فهو القارئ الذى ترتفع به الرواية، لتجعله متخصصا بها، مؤكدًا على أن من يقرؤها بعدما ينتهى منها يسجد نفسه أحد الأشخاص الأساسية فيها. كما أوضح "المصرى" أن القيمة التى يبحث عنها البطل فى الرواية هى "الشرف"، وهى القيمة التى تتوقف عندها أحداث الرواية بعبور الكوبرى، لتؤكد على أن الثورة الحقيقية هى الثورة على النفس. وأشار "المصرى" إلى أن "عبد الهادى" ذكر فى روايته روائيين بأسمائهم مثل حمدى أبو جليل، ومكاوى سعيد، لافتًا إلى أنه على مدار الحكى فى الرواية، يذكر المؤلف شخصية رشاد إلا أنه صرح بالاسم الحقيقى لهذه الشخصية، وهو الناشر محمد هاشم صاحب دار ميريت، مشيرًا إلى أنه عندما قرأ الرواية، ظن بأن توارد الأفكار والتأثر بالشخصية أثر على المؤلف أثناء الكتابة، فاتصل ب"عبد الهادى" وأبلغه بأن المراجع لم ينتبه لذلك، فأكد له "زين" على أنه تعمد ذلك. وفى ختام كلمته، أشار "المصرى" إلى أنه بعد قراءته للرواية ثلاثة مرات، يظن أنه من المتوقع أن يكون لهذه الرواية جزء ثان، مؤكدًا على أنها لم تكتمل بعد.