رفقاً بمن تحبين

عجبا لامرأة ضاق بها الحال.. لتجد زوجا محبا مريح البال.. وتعيش معه عيشة الأهل الكرام.. تسعى إليه بأحلى الكلام.. وتتودد له بالعطف والحنان.. وتتدلع عليه بابتسامة الولهان.. حتى يقع المسكين بالغرام.. وبالحال يسارع إلى أهلها لينال الوئام.. وترضى به ست الحسن والجمال.. وما تلبث الأيام تمر حتى ترى أمامك امرأة.. ليست حواء.. تراها بالمطبخ مع رائحة البصل والثوم تعم المكان.. وشعرها يزغرد هلعا وكل شعرة تراها بمكان.. وعيون جاحظة للشر تنتظر الكلام.. وبأعلى صوتها تصرخ به وتستهين أمام الأهل والخلان.. وتتكلم بألفاظ نابية منها يستحى اللسان.. وكأنه عبد عندها وليس بإنسان.. لا حرمة لزوج أوصى به القرآن.. فإن جاز السجود من بعد الله فهو لهذا الكيان.
فما بالك يا امرأة تعصين كلام القرآن.. وتهينن رجلا أنت منه وهو منك وأنتما معا على هذا الزمان.. تارة يتملكها جنون الغيرة من هؤلاء الجيران.. وتارة من أصدقائه فى العمل.. وتارة من الأصحاب.. وكل ثانية بيدها المحمول لتهتف له.. أنت مع من؟ شقراء أم سمراء؟.. طويلة أم قصيرة..؟. مع هذه ولا تلك؟
ما بالك يا امرأة بهذه الحماقات فالرجل لا يهوى ولا يحب سوى بيته ورزقه الحلال.. ضيقت عيشته وبسببك بات سقيم الحال.. لا شىء يرضيك ولا حتى المال.. ماذا تودين يا ابنة الحلال.. من رجل يتقى الله ويخافه وأنت بظنونك المريضة ستخربين عشك وتطيرين طائرك، ثم تندمين على سوء فعلتك.
الثقة مطلوبة بينك وبين هذا الإنسان فإما عيشة بمعروف وإما تسريح بإحسان.. فالعمر يا امرأة يمضى بنا بالحال...فاسعدى بحياتك وأسعدى معك هذا الزوج المحتاج للحنان، فالشك والغيرة هو مرض هذا العصر والزمان.. دعى ثقتك بزوجك تعلو وتعلو حتى يرتاح هذا الكيان.. وعيشى حياتك معه سعيدة مرتاحة البال ولا تخربى بيتك بالقيل والقال.. اسعى إلى الهدوء والجمال وراحة البال وإلى ما يحب الله ويرضاه الرسول لتنالى جنة النعيم فى الدنيا والآخرة.