أخْبَرَتنِي عصفورة بيضاء.. عن فتاة اسمها حسناء.. غاية في الجمال والثراء.. وفيها كل معاني الكبرياء.. تراها كل يوم.. تصحو من النوم.. فتجدها أمام المرآة واقفة.. تضع تلك المساحيق الزائف.. وتمشط شعرها الطويل.. وتلبس الفستان الجميل.. وتتعطر بالعطر الساحر.. ثم تخرج من قصرها الفاخر.. ذاهبة لحفل ساهر.. تسير بتأني.. وعيناها يملأها التمني.. لعلها تلتقي بفارس أحلامها.. وتكمل معه الباقي من أيامها ورغم كل المعجبين.. لم يعجبها أحد من الحاضرين لتقع عيناها.. على شاب استهواها.. لعله الوحيد الذي لم يراها.. فتتقدم إليه.. وتتودد إليه.. لتقدم كأس من الشراب.. لتجد على وجهه ملامح الاستغراب.. فتبادر بإعجابها.. ثم يسألها عن أسبابها.. فتردد أحبك يا رجل وينحني ثم يقول : أجل.. ولكن.. قالت: لا تقل لكن.. أنت في قلبي ساكن ولم يُكْمِل حواره.. ليقطف زهرة من جواره.. ليقدم هديته.. فتأتي حبيبته.. ليعطيها زهرته.. ويمسك بيداها ويرحل.. وتلك الحسناء تسأل لماذا هي ولست أنا ؟ وكم أتعبتها تلك الأنا.. وتقف أمام المرآة.. لتئن بالآه فهي تريد قلب حنون.. يحبها بجنون.. قلب إليها يميل فتدرك أن دموعها تسيل.. وتردد يمكن أن تملك وجه جميل.. وشعر طويل.. وعطر ساحر.. وقصر فاخر ولكن ... أن تملك قلب لا يراك بديل.. لحب صافي وجليل فهذا هو المستحيل