اسم الإنسان "بصمة" تزيده ثقة بنفسه

"كل له نصيب من اسمه".. تلك العبارة تحمل فى معناها الكثير الذى يجب أن تهتم به الأسرة عندما تكون على مشارف استقبال مولود جديد، حيث الاستعدادات من شراء ملابس جديدة، تجهيز سرير مناسب للوليد أو إحضار الألبان التى يحتاجها، ورغم أهمية تلك المتطلبات التى يحتاج إليها الضيف الجديد، إلا أنه قبل هذا وذاك يحتاج أكثر إلى اسم يسمى به يكون حسناً يعكس معنى جميلاً.
وهنا تقول زينب فؤاد، إنى أنتظر مولودا جديدا خلال الأيام القادمة، ولأنى أعلم أنها بنوته فكرت أن يكون اسمها على اسم أمى "نعيمة"، ولكن بعد فترة شعرت أن الاسم قديم جدا، ولا أحد يختاره الآن، واستعنت بالإنترنت ووجدت الكثير من الأسماء الجديدة، وأفاضل بين عدة أسماء وكلها ملفتة وغير مألوفة، وإنما تنطوى على دلالة مثال "ليان"، والذى يعنى رخاء العيش ونعيمه، أو "ديمه"، والذى يعنى مطر يدوم بسكون بلا رعد ولا برق، أو اختيار "لوجين"، وهو يعنى الشىء الغالى.
بينما يقول رضا محمدى، أنه اتفق مع زوجته بتسمية الأبناء بأسماء الأجداد والجدات، مثل "جمالات، فضيلة، عدلى، إسماعيل"، وإن كانت تلك الأسماء ليست حديثة، إلا أنها تحمل الوفاء للآباء بتخليد أسمائهم، ويتحدث ياسر فهمى، قائلا، الأفضل أن يختار الأبوان اسما له معنى ويتسم بالحداثة، وإن كان جميلا أن يكون مألوفا بين الأجيال التى تزامن استقبال الوليد، وهذا يكون على شاكلة "ميار"، والذى يعنى وجه الخير، وهناك الكثيرات فى السنوات الماضية لهن نفس الاسم، "جودى" وهو اسم الجبل الذى رست عنده سفينة سيدنا نوح، أو اسم "أيمن" وهو يشيع البركة عند سماعه.
ويعلق على هذا الأمر طارق مصطفى، خبير التنمية البشرية، حيث يقول إن اسم الإنسان بصمة لا تتغير، وهو أول طريق للتعارف بينه وبين الآخرين، لذا لابد أن يحمل معانى الإشراق والتفاؤل، وأن يكون لاسم كل منا معنى يعكس إطلالة جمال يحملها الاسم بمجرد نطقه، وهذا يزيد الإنسان سعادة بذاته وثقة بها، ومن المتبع عند بعض الأسر تخليدا ووفاء للآباء والأجداد أن يتوارث الحفيد أسماء من خلفهم حتى وإن كانت لا تعاصر الأيام التى ولد فيها أو البيئة التى سوف يعيش فيها، وهذا يعد ظلما للابن الذى يحمل الاسم رغما عنه ولا يقدر على الفكاك من هذا الأمر، وعلى الآباء اختيار اسم حسن اللفظ والمعنى لأبنائهم وذلك واجب ورحمة وليس تفضلا وقسرا.