قال الدكتور محمد حسن عبد العزيز، عضو مجمع اللغة العربية، إنه لا يمكن تنفيذ الفرض القائل بحلول لغة أجنبية محل العربية، لعدم إمكان تنفيذه، فى ظل تمسك العرب بهويتهم العربية والإسلامية، وسقوط الفرض القائل باتخاذ العامية لغة قومية للعرب، ولغة للأدب الراقى. جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت ظهر اليوم الثلاثاء، ضمن فعاليات المؤتمر الدولى لمجمع اللغة العربية، مؤكدا أن العودة للماضى ليست مجافية للحاضر أو المستقبل، وليست مخالفة للتطور العلمى، فلن تجد عالما من كبار العلماء يجهل رأى من سبقه فى مجال بحثه، وكيف تطور حتى وصل إليه، كما أننا لا يمكن أن نعزل أنفسنا عن تراثنا اللغوى والفكرى، فحياتنا يتفاعل فيها الموروث بالمعاصر. أضاف "عبد العزيز" أن التقريب بين العامية والفصحى ضرورة قومية، والمسافة بينهم قريبة جدا، علاوة على أن الفصحى لغة للعلم والتعليم، وتعلمها ميسور، كما أن هناك ثمة فرق واضح فى الوظيفة وفى الإمكانات التعبيرية لكل من العامية والفصحى، ولا مجال حتى الآن لأن تصلح إحداهما لوظيفة الأخرى، فالعامية لغة الحياة العامة ولن تكون من حيث إمكانياتها التعبيرية لغة العلم أو التعليم، ولن تكون الفصحى حتى الآن لغة للحياة العامة. وأوضح عضو مجمع اللغة العربية، أن التقريب يتطلب جهدا كبير من طرفيه، بحيث تقترب الفصحى من العامية وتقترب العامية من الفصحى، مؤكدا بأنه غاب عن كل من توقعوا اختفاء العامية وتعميم الفصحى، العامل الثقافى لارتباط الفصحى بنمط حضارى عال وارتباط العامية بنمط هابط، وغاب عن هؤلاء أيضا تنوع مستويات العربية لتنوع ثقافة مستعمليها، وأن المجتمع اللغوى يتنقل بين هذه المستويات، بل إن بعض أفراد المجتمع يفعل ذلك بسلاسة ويسر.