لماذا فقدنا الشعور بالبسمة وأصبح الأمل كأنه حلم مفقود لن يتوافر ولن يتحقق وهو مجرد الأمل فما بالك بتحويله لحقيقة وهو ما يبدو أنه من رابع المستحيلات فى ظل الظروف، التى نحياها الآن فى مصر. إنك حينما تخرج من بيتك متوجهاً للعمل أو أى مكان وتسير فى الشارع أو تركب المواصلات العامة أو سيارتك الخاصة ترى وجوه الناس وكأنها مهمومة وتحمل من الحزن أطنانا وأطنانا، وكأنهم اتفقوا جميعاً على هذا الشعور العام دون اتفاقهم الفعلى على ذلك، والأغرب من ذلك إنك إذا سمعت بالصدفة حديثًا بين مجموعة من الناس تكاد محاور الأحاديث كلها لا تخرج عن حال البلد وهناك دائماً من يسأل تفتكر حال البلد هيتصلح، تفتكر فى أمل، إحنا كده مش قدامنا ولا عشر سنين عشان حالنا يتصلح، الثورة معملش حاجة الناس لسه بتسرق ولسه بترتشى ولسه ولسه، وينتهى الحوار على هذا دون الإجابة عن الأسئلة أو بالأحرى ينتهى على خيبة أمل كبيرة وإحباط يقضى على كل بارقة أمل. ولكنى أتساءل ماذا لو ابتسم كل منا فى وجه الآخر ولو ابتسامة بسيطة، وهو ليس بالأمر العجيب فقد قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبسمك فى وجه أخيك صدقة" يا الله إنها مجرد ابتسامة تشعرنا بالأمل ليس أكثر ولو شعرنا بهذا الشىء المفقود لعملنا نعم العمل، وهذا لن يتم فى يوم وليلة، ولكن ليس هناك ما يدعو كلما تحاور جماعة من الناس عن حال البلد ينتهى الحديث بمفيش فايدة، لا والله هناك بدل الفائدة ألف وبدل الهم فرح وبدل الإحباط والظلام أمل ونور وإننى لا أقول هذا من باب نشر الأمل بل إننى على يقين وثقة تامة إنه سيتحقق إن لم يكن اليوم فغداً أو بعده أو بعد بعده، وهذا قول الله تعالى "إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا"، ولكن علينا أن نبدأ، علينا أن نحمد الله على ما نحن فيه وإلا نستكين منتظرين الفرج فالسماء لا تمطر ذهباً ولكن علينا أن نسعى لها سعيها وأن نعمل، علينا أن نعمل مهما كانت درجة الإحباط التى نشعر بها أو يريد أن يشعرنا بها غيرنا، وألا نقف مهما كانت الظروف المحيطة بنا وألا نسكت على الخطأ فالسكوت على الخطأ أسوأ من ارتكب الخطاء نفسه. فما قلته ليس شعارات ولا كلمات أغان، ولكنه يتوقف على التنفيذ فقط أما التوفيق أو عدمه فهو من عند الله عز وجل ولا أعتقد أن جهدنا يذهب سدى لقول الله تعالى "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا،" فهذا العبد الفقير إلى الله يبدأ بنفسه أولاً محاولاً رسم البسمة والتفاؤل على وجوه نستها منذ أمد بعيد والله المستعان.