تسلم الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبو مازن" رسالة من العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى نقلها ناصر جودة وزير الخارجية الأردنى خلال استقبال أبو مازن له اليوم، الأربعاء بمقر الرئاسة الفلسطينية برام الله. وقال صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن العاهل الأردنى أكد فى رسالته استمرار الجهود الأردنية إقليميا ودوليا لإحياء عملية السلام، مشيدا بزيارة الوزير الأردنى التى جاءت عقب جولة له شملت جنيف وبروكسل وواشنطن وموسكو، مؤكدا أن الهدف من الزيارة هو التنسيق المشترك والمستمر مع الأردن. وأشار عريقات، إلى أن الملك عبد الله الثانى أكد فى رسالته لأبو مازن استمرار الجهود الأردنية إقليميا ودوليا، مع الإدارة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوربى والأمم المتحدة وباقى أعضاء اللجنة الرباعية. وأعرب عريقات عن تقدير السلطة الوطنية الفلسطينية للجهود الأردنية الكبيرة التى بذلت خلال الفترة الماضية لإحياء عملية السلام ووقف الاستيطان واستمرار حمايتهم للمسجد الأقصى. وقال عريقات "هناك كثيرون تحدثوا بأنه كان هناك جهد أردنى يتعلق بعملية السلام وفشل، ونحن نقول إن الجهد الأردنى لم يفشل، الجهد الأردنى كان واضحا ومحددا منذ البداية بأن المحادثات الاستكشافية هى لخلق الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات المباشرة". وأضاف "نحن لم نكن يوما ضد استئناف المفاوضات، وإنما نقول إن وقف الاستيطان بما يشمل القدس ومبدأ حل الدولتين على حدود عام 1967، هى التى ستعمل على استئناف مفاوضات السلام، وهذه ليست شروطا وإنما التزامات". ونفى عريقات ما تردد عن أن الرسالة الفلسطينية إلى الحكومة الإسرائيلية ستنقل عبر الجانب الأردنى وقال "الرئيس يعكف على إنهاء الرسالة، وهى ليست تهديدا ولا وعيدا، بل ستحدد الموقف الفلسطينى تجاه عدد من القضايا، وسيقوم بنقلها وفد فلسطينى". من جانبه، قال ناصر جودة وزير الخارجية الأردنى إنه نقل إلى الرئيس أبو مازن تأكيد الملك عبد الله الثانى على الموقف الأردنى الثابت بأن القضية الفلسطينية هى القضية الأبرز والمحورية، والتى تسكن فى عقل وقلب ووجدان كل مواطن عربى. وأضاف جودة، "حق الشعب الفلسطينى غير قابل للتفاوض أو المساومة بإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطنى الفلسطينى وعاصمتها القدسالشرقية، وهذا هو موقف الأردن، وهو الموقف الذى ينقله الملك عبد الله الثانى إلى كل الأطراف". وأكد الوزير الأردنى ضرورة استمرار التنسيق والتشاور بين القيادتين الأردنية والفلسطينية حول الخطوات المطلوبة، وقال "إننا نعرف جميعا أن هناك إجراءات إسرائيلية أحادية الجانب، ونعلم تماما أن العالم كله يقف ضد الاستيطان ويعتبره غير شرعى وغير قانونى"، مشيرا إلى أن أهمية التنسيق فى الفترة القادمة لمنع الجانب الإسرائيلى من الاستمرار فى إجراءات غير قانونية من شأنها أن تقوض فرص السلام. وقال جودة "موقفنا متطابق مع موقف القيادة الفلسطينية بأن السبيل الأمثل للوصول إلى تحقيق آمال وطموحات الشعب الفلسطينى بإقامة دولته الفلسطينية، هى المفاوضات التى تعالج كل قضايا الوضع النهائى"، مشددا على أن قضايا الوضع النهائى من قدس ولاجئين ومياه وأمن وحدود كلها تأتى فى صميم المصلحة الأردنية العليا. وأضاف "لذلك نحن نؤكد أن قيام دولة فلسطينية مستقلة هى مصلحة أردنية عليا مثلما هى مصلحة فلسطينية، خاصة فى ظل الظروف الدقيقة التى نعيشها". وتطرق جودة إلى لقاءات عمان الاستكشافية قائلا: "قناعتنا المشتركة بأن الجهد الذى قمنا به فى الأردن من خلال المباحثات الاستكشافية، هو لتوفير الأرضية والمناخ الملائمين لاستئناف المفاوضات المباشرة التى من شأنها حل كافة قضايا الوضع النهائى، وهذه مصلحة أردنية.. لذلك الجهد الأردنى مستمر".
