ما أن انتهت معركة عين جالوت (1260م) هذه المعركة المصيرية التى وضعت حدا لامبراطورية التتار الهمجية البربرية، وأوقفت مشروعها التوسعى فى منطقة المشرق العربى بعد اجتياح حاضرة الخلافة الإسلامية وعاصمتها بغداد وأكلت فى طريقها الأخضر واليابس وأهلكت الحرث والنسل وقتلت الخليفة العباسى، شر قتلة ولم تترك أى وسيلة من وسائل الانحطاط الإنسانى والأخلاقى إلا وسلكتها فكانت مصر دائما حائط الصد ضد مطامع الغزاة من الهكسوس على يد أحمس وصلاح الدين الأيوبى قاهر الصليبيين والسلطان المظفر سيف الدين قطز قاهر التتار وقائده وصاحب خطة النصر المؤزر للمسلمين فى معركة(عين جالوت) حتى عهد قطز إلى بيبرس بمهمة ملاحقة فلول التتار وتشتيتهم فكان الرجل المناسب لهذه المهمة الصعبة التى لا تقل أهمية عن المعركة الرئيسية لما يتمتع (أى بيبرس)من حزم وبأس شديد وعلو همة وبعد نظر وحسن تدبير علاوة على الفروسية والإقدام ذلك أن بقاء الفلول فى الفضاء يمنحهم الفرصة لتنظيم صفوفهم وتجميع قواهم ومعاودة الكرّة والانقضاض على المصريين وبالتالى سيكون الأمر أخطر من المعركة الرئيسية وجها لوجه حيث الغارات والمطاردات وحرب الشوارع التى لا تنتهى لذا كان من الضرورى ملاحقتهم وتشتيتهم حتى تم القضاء عليهم للأبد بفضل حنكة وحكمة القائد العظيم بيبرس. الشاهد فى هذا الموقف أن التراخى والركون إلى نصف نصر قد يؤدى إلى هزيمة محققة ما لم يتم التعامل مع توابع الحدث وإدارته بنفس الهمة والحزم والحسم وهو ما حدث بالفعل مع ثورتنا العظيمة الخامس والعشرين من يناير حيث اعتقدنا جميعا أنه بسقوط مبارك وتخليه عن السطة (جبرا) فى الحادى عشر من فبراير الماضى قد نجحت الثورة تماما وحققت كل أهدافها ذلك أن الذى حدث هو سقوط مبارك (الشخص)وبقاء نظامه بذات عقليته وسياساته وبعض رجاله فهل وعينا الدرس جيدا؟ أم سنترك ثورتنا تسرق من بين أيدينا؟ الحل فى تعقب الفلول وملاحقتهم وتشتيتهم لكن السؤال الأهم ,هل يوجد بيننا الظاهر بيبرس؟!.