ما ان انتهت معركة عين جالوت '1258م' هذه المعركة المصيرية التي وضعا حدا لامبراطورية التتارالهمجية البربرية وأوقفت مشروعها التوسعي في منطقة المشرق العربي بعد اجتياح حاضرة الخلافة الاسلامية وعاصمتها بغداد وأكلت في طريقها الأخضرواليابس وأهلكت الحرث والنسل وقتلت الخليفة العباسي شرقتلة ولم تترك أي وسيلة من وسائل الانحطاط الانساني والأخلاقي الاوسلكتها فكانت مصردائما حائط الصد ضد مطامع الغزاة من الهكسوس علي يد أحمس وصلاح الدين الأيوبي قاهرالصليبيين والسلطان المظفر سيف الدين قطزقاهرالتتاروقائده وصاحب خطة النصرالمؤزرللمسلمين في معركة'عين جالوت' حتي عهد قطزالي بيبرس بمهمة ملاحقة فلول التتاروتشتيتهم فكان الرجل المناسب لهذه المهمة الصعبة التي لاتقل أهمية عن المعركة الرئيسية لما يتمتع 'أي بيبرس'من حزم وبأس شديد وعلوهمة وبعد نظروحسن تدبيرعلاوة علي الفروسية والاقدام ذلك أن بقاء الفلول في الفضاء يمنحهم الفرصة لتنظيم صفوفهم وتجميع قواهم ومعاودة الكرّة والانقضاض علي المصريين وبالتالي سيكون الأمر أخطرمن المعركة الرئيسية وجها لوجه حيث الغارات والمطاردات وحرب الشوارع التي لاتنتهي لذا كان من الضروري ملاحقتهم وتشتيتهم حتي تم القضاء عليهم للأبد بفضل حنكة وحكمة القائد العظيم بيبرس. الشاهد في هذاالموقف أن التراخي والركون الي نصف نصرقد يؤدي الي هزيمة محققة ما لم يتم التعامل مع توابع الحدث وادارته بنفس الهمة والحزم والحسم وهو ما حدث بالفعل مع ثورتنا العظيمة الخامس والعشرين من ينايرحيث اعتقدنا جميعا أنه بسقوط مبارك وتخليه عن السطة 'جبرا'في الحادي عشر من فبراير الماضي قد نجحت الثورة تماما وحققت كل أهدافها ذلك أن الذي حدث هو سقوط مبارك 'الشخص'وبقاء نظامه بذات عقليته وسياساته وبعض رجاله فهل وعينا الدرس جيدا؟ أم سنترك ثورتنا تسرق من بين أيدينا؟ الحل في تعقب الفلول وملاحقتهم وتشتيتهم لكن السؤال الأهم ,هل يوجد بيننا الظاهربيبرس؟!.