سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د.محمد عمارة لطلاب الأزهر: الليبراليون والعلمانيون يتحسسون مسدساتهم ليطلقوها فى وجه من يتحدث عن الخلافة.. والشورى التى يمارسها المصريون الآن تشبه ما قام به المسلمون فى عهدهم الأول
وصف الدكتور محمد عمارة، المفكر الإسلامى عضو مجمع البحوث الإسلامية، الثورة المصرية أنها جاءت لتنتصر للإرادة الشعبية، المدعومة بإرادة الهيئة للقضاء على نظم البغى والاستبداد، والذى وصل به الأمر إلى محاصرة دين الله، ووصف من يصلى بالمسجد بالإرهابى ويضعه على قوائم أمن الدولة. ودافع الدكتور محمد عمارة فى لقاء مع طلاب جامعة الأزهر بمسجد المدينة الجامعية فى محاضرة بعنوان "الشورى الإسلامية ونهضة الأمة"، عن المصريين ووصفهم بالثأريين، ردا على بعض المؤرخين الذين وصفوهم بالبلادة وعدم القدرة على التغيير، وقال عمارة إن هؤلاء المؤرخين جهلة بطبيعة الشعب المصرى الذى أهلك أعتى نظم الاستبداد بالعالم، فنابليون بونابرت الذى أرهب أوروبا كاملة هرب من مصر ليلا، بعدما قتل من المصريين 300 ألف مصرى من جملة عدد الشعب، الذى كان فى ذلك الوقت يقدر بثلاثة ملايين، وثار علماء الأزهر ضده فاستشاط غيظا واقتحم الأزهر بخيله ورجله وانتهك حرمة كتاب الله فثار المصريون جميعهم ضد نابليون ولم يجد حلا سوى الهرب بنفسه. وأضاف عمارة أن الوالى التركى عندما كان يتحكم فى مصائر المصريين، عزله مشايخ الأزهر، بقيادة الشيخ عمر مكرم، وعندما قال له الوالى التركى كيف تعزلون من عينه الخليفة، قال له عمر مكرم: الشعب مصدر السلطات، وانتظم المصريون مع طلاب الأزهر فى الثورة ضد طه حسين بسبب كتابه الشعر الجاهلى، وذهب الطلاب إلى بيت زعيم الأمة الأزهرى سعد زغلول الذى يرغب العلمانيون أن يضموه إلى طوائفهم، وكتب سعد زغلول مقالا مدح فيه فريد وجدى لرده على طه حسين، ثم كانت ثورة التعديلات الدستورية التى خرج فيها المصريون يعلنون فيه التعبير عن إرادتهم فى تشكيل واقعهم. وقال د.عمارة فى محاضرته التى تناول فيها الحديث عن الشورى الديمقراطية التى تشهدها مصر حاليا بعد نجاح ثورتها العالمية التى أعتبرها جون ماكين، المرشح السابق لرئاسة أمريكا، بأنها الحدث الأهم فى المشرق الإسلامى منذ سقوط الخلافة العثمانية، قال إن الشورى التى يمارسها المصريون عقب الثورة فى التعديلات الدستورية وفى الانتخابات البرلمانية بنوعيها، تمثل قمة الأداء الفاعل لما قام به المسلمون فى عهدهم الأول، حيث استشار الرسول صحابته فى جميع أموره، خاصة فى الغزوات وكان يقول لهم بصفة دائمة: أشيروا علىَّ أيها الناس، وكان ينزل على رأى الأغلبية، باعتباره يمثل الصواب، ويحمل نتائجه حتى وإن جانبه التوفيق، مثلما حدث فى غزوة أحد، بهدف ترسيخ مبدأ احترام إرادة الأغلبية وعدم الاستبداد بالرأى. وأضاف عمارة أنه فى عهد المسلمين الأوائل كان هناك مجلس للشورى مكون من 70 فردا كان يجتمع بالمسجد كل فترة زمنية ينظر فى السياسات العامة، ولكن ذلك المجلس ضاع بعد النظم الاستبدادية التى بدأت مع ولاية الأمويين، ونشأ عن ذلك ترسيخ قاعدة أن الأمر خاضع للشورى، طالما أنه لا يوجد وحى، مارست المرأة رسم السياسة العامة للدولة فى بيعة العقبة، مما يرد على المدعين بأن الإسلام هضم المرأة حقها. وانتقل الدكتور عمارة للحديث عن مسائل متفرقة مثل الاستغناء عن المعونات الخارجية، مبينا أن الأمر يجب أن يكون بيد الأفراد الوطنيين أنفسهم لا بيد غيرهم، فقد جاء وقت كانت الأوقاف بمصر تبلغ أكثر من مساحة الرقعة الزراعية، وزاد الناس فى وقف أموالهم وأملاكهم على الخير والنفع العام لدرجة أن قصر العينى من أوقاف الفقيه الشيخ بدر الدين العينى شارح كتاب البخارى، وتوسعت الأوقاف إلى درجة أوقفوا للموسيقى التى تطرب المرضى للارتقاء بحالتهم الصحية، وأوقفوا لألبان الحريم وأوقفوا للصحون والأطباق التى تكسر من الخدم حتى يتم شراء بديلا عنها لمن يعملون عندهم منعا لإيذائهم، وأوقفوا لمصاغ العروس الفقيرة، وإذا استطعنا عودة الوقف ثانية فسيمكننا وقتها الاستغناء عن الدعم والمعونات الأمريكية وغيرها، فيجب على الشعوب العربية أن تتكتل لسد الفجوات الاقتصادية السائدة بينها، مثلما حدث فى الغرب الذى أنشأ إمبراطورية كاملة تناست الخلافات والشقاق بينها وذابت فى وحدة أوروبية لها برلمان موحد وعملة موحدة وبطاقة موحدة. وأضاف إذا تحدثنا عن عودة الخلافة الإسلامية وجدنا الليبراليين والعلمانيين يتحسسون مسدساتهم ليطلقونها فى وجوهنا، وكأن الخلافة بعبع ولا يلتفت أحدهم إلى ما يقوم به الاتحاد الأوروبى الذى يمثل خلافة كاملة، محمد عبده قال: لا توجد جنسية فى بلاد الإسلام سوى جنسية الدين، فالأمة تحقق وحدتها بالتكامل. وحث الدكتور عمارة طلاب الأزهر على توعية الجماهير بحب الوطن، معتبرا ذلك يمثل فريضة إسلامية ولو كان مجتمعا للأصنام، فالنبى كان يحب مكة رغم أنها مجتمع للشرك، ويقول لها والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلى نفسى لولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت.