تداعيات وقف تصدير القمح الأمريكى الفاخر لمصر

أزمة جديدة ستشهدها السوق فى الفترة القادمة، بعد إعلان وقف تصدير أمريكا القمح الفاخر إلى مصر، وهو الإعلان الذى سيزيد من أعباء السوق حاليا نتيجة اعتمادة على هذا النوع من القمح، وهو الأمر الذى يسبب أزمة بكل المقاييس بعد التحفظ على كميات من القمح الأوكرانى الفاسد، ليكون القمحان الأمريكى والروسى هما المستخدمان فى الإنتاج.
الخبراء أكدوا أن الأزمة كشفت عن خلل كبير فى السياسة الاقتصادية التى تنتهجها الحكومة، مشيرين إلى أن أهم أسباب الأزمة تتمثل فى الاعتماد على استيراد القمح، وهو سلعة استراتيجية، وتقليص مساحة زراعته، مع نقص المخزون الاستراتيجى نتيجة زيادة الأسعار ثلاث مرات فى السوق العالمية للقمح. الدكتور حمدى عصام رئيس قسم الاقتصاد الزراعى بالمركز القومى للبحوث يقول إن الأزمة العالمية كشفت عن أوجه القصور فى الاقتصاد الزراعى المصرى، وعلى رأسها القمح. مشيرا أن إعلان أمريكا وقف تصدير القمح الفاخر لمصر جاء نتيجة الأزمة العالمية وتسريح العمالة الأمريكية، وبالتالى قلة الإنتاج. وأضاف أن هذا سيؤدى إلى خسائر إنتاجية فى سوق الخبز المصرى الذى يعتمد على هذا النوع من القمح تقدر بنسبة 90%، خاصة أن هناك عقوداً مبرمة باستيراد كميات من القمح الأمريكى الفاخر فى السنوات القادمة. وتساءل عصام عن مصير السوق، وإنتاج الخبز فى الفترة القادمة فى ظل وقف الاستيراد.
من جانبه قال الدكتور مصطفى الشربينى أستاذ زراعة الحبوب بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إن هذا القرار أصبح الآن أمرا واقعا، وستكون خسائره على الإنتاج المصرى كبيرة، لأننا نعتمد فى إنتاج الخبز الفاخر والفينو والحلويات الفاخرة على هذا النوع من الدقيق الأمريكى. مشيرا إلى أن الحكومة فى الأعوام السابقة كانت ترفض استلام القمح من المزارعين أو كانت تتسلمه منهم بأسعار قليلة للغاية، الأمر الذى جعل الفلاحين يعزفون عن زراعة القمح، وهو ما أدى إلى زيادة نسبة الاستيراد، ومع ارتفاع قيمة الدولار الأمريكى وارتفاع عجز الموازنة العامة والمثقلة بالديون سترفع الحكومة يدها تدريجيا عن الدعم المقدم للخبز، وسنمر بأزمة حقيقية دون اتخاذ أى قرارات تنقذ هذا الوضع.