وصف اللبنانى سمير حبشى مخرج ومؤلف فيلم "دخان بلا نار"، لليوم السابع أن الادعاء بأن الفيلم يؤجج للكراهية ما بين سوريا ولبنان، بأنها قراءة غبية وجاهلة للفيلم لأن البعض اعتقد أن الموكب فى الفيلم يخص السفير السورى، ولكن هناك إيضاحا صوتيا يؤكد أنه للسفير الأمريكى، ثم أنه بتلك الفترة لم يكن موجودا أصلا سفير سورى بلبنان، إضافة إلى أن العلاقة بين الدول لا ترتكز على فيلم سينما لمجرد إن مخرجه له رؤية. ويوضح حبشى أن أحداث الفيلم تدور فى منتصف التسعينيات بعد اتفاق الطائف، والوصاية السورية الكاملة برعاية أمريكية، من خلال قصتين متوازيتين لا علاقة لهما ببعض، الأولى حول مخرج مصرى يذهب إلى بيروت ليصور فيلما عن القمع فى العالم العربى لأنه يعتبر بيروت تتمتع بحرية أكبر من أية عاصمة عربية أخرى، ليقول كل أفكاره بحرية أكثر، والثانية حول قتل حرس موكب السفير الأمريكى بلبنان لأحد أبناء عائلة لبنانية كبيرة بالخطأ، ليبدأ الصراع بمفهوم العشيرة أو العائلة الشرقية وبين السفارة. وتلتقى القصتان حينما يصور المخرج الموكب فى إطار القمع الممارس على العرب من خلال الموكب. سمير اختار المخرج فى أحداث العمل مصرياً لسببين، يتمثل الأول فى أن مصر تعد عاصمة السينما العربية ويليها بعد ذلك لبنان، أما الثانى لكى يكون غريبا عن لبنان ولا ينتمى لأية فصيل لبنانى، بمعنى أنه شديد الموضوعية بأحكامه، ويحمل أفكار مسبقة، حيث يتصور أن لبنان بهذا الوقت بلد يتمتع بالحرية، ولو كان لبنانيا لعرف الحقيقة منذ أول وهلة، حيث إن الشعب اللبنانى فى ذلك التوقيت تعود على القمع والتهم الجاهزة وفبركة الحقائق. ومن خلال فيلمه يحاول الحبشى القول للعالم "لا تنظروا للنتائج فقط، والقهر والقمع يولد العنف، وأن أمريكا أو إسرائيل ليست بريئة مما يحدث فى الشرق الأوسط، كما أن الإسلام ليس دين أصولية وإرهاب"، لذلك تعمد أن تكون العائلة التى تنتقم من السفارة والسفير لبنانية مسيحية ليؤكد أن الأصولية لا دين لها. واندهش سمير الحبشى من منع عرض الفيلم فى الدورة الماضية لمهرجان القاهرة السينمائى قائلا "ما حدث مدهش للغاية واعتبره تخلفا، لأننى لا أتصور أنه فى القرن الواحد والعشرين يمنع فيلم من العرض بمهرجان بسبب تضمنه فكرا قد يزعج أحدهم. وأكد أن كل هذا الجدل الذى أثير حول الفيلم خدمه، لأنه يعد دعاية مجانية له، "الذين أرادوا بفيلمى شرا صنعوا به خيرا"، مشيراً إلى أن اعتراضات الرقابة فى مصر لم تمس مضمون الفيلم، وتوقفت عند بعض المصطلحات التى تراها الرقابة غير مسايرة للذوق العام المصرى. أما فى لبنان فقد طلبت الرقابة منه وضع تعديل واحد فقط على السيناريو يتمثل فى وضع علما لا يشبه العلم الأمريكى على سيارات الموكب، وبالفعل قمت ببعض التغيرات على العلم الأمريكى ثم قررت أثناء التصوير وضع صوت يشير إلى أن الموكب يخص السفير الأمريكى، وفوجئت بسماح الرقابة عرضه فى لبنان.