يعتبر مرض الالتهاب الكبدى الوبائى "سى" أحد أهم الأمراض وأكثرها شيوعا فى مصر، حيث يصل أعداد المرضى فى مصر أكثر من 12 مليون مواطن مصابون بفيروس سى و2 مليون مصاب بفيروس بى ولا يقتصر المرض على فئة دون غيرها، بل إن الفيروس شمل كل الفئات، لم يفرق بين غنى أو فقير. ومنذ فترة قليلة لم يكن معروفا للمرضى أى علاج لفيروس "سى" واعتبره البعض بمثابة مرض الإيدز الذى ينهش فى أكباد المصريين لأنه يمثل نسبة كبيرة ليست بقليلة. ولا يقتصر مرض فيروس سى على المصريين فقط، بل إنه يجتاح أيضا دولا أخرى متحضرة مثل أمريكا وأوروبا رغم اختلاف النوع الجينى للفيروس، فإذا كانت أمريكا ينتشر فيها النوع الجينى الأول فإن مصر ينتشر فيها النوع الجينى الرابع وعندما اخترع الانترفيرون كأحد أهم العلاجات التى توصل إليها العلماء لعلاج فيروس "سى" فى عام 1957 على يد أحد العلماء، حصل هذا المخترع على جائزة نوبل نتيجة هذا الاختراع، و تم استخدامه فى الثمانينات لعلاج فيروس "بى" وفى التسعينيات تم استخدامه لعلاج فيروس سى. وأكد الدكتور محسن ماهر رئيس أقسام الكبد والجهاز الهضمى بطب عين شمس أن فيروس سى ينتقل من خلال الدم الملوث، حيث إن التحاليل التى تجرى على الدم عند نقله من شخص إلى آخر لا تظهر إصابته بالفيروس ولابد من عمل تحليل "بى سى أر" على الدم حتى معرفة إصابته بالفيروس من عدمه وهذا يكلف كيس الدم حوالى 1000 جنيه، لذلك من الصعب تحقيقه وبالتالى أصبح الدم وسيلة لنقل فيروس سى وكذلك بسبب انتشار المخدرات، حيث يقوم المدمنون باستعمال سرنجة واحدة مشتركة بينهم تستخدم لحقن المخدر مما يؤدى لانتقال الفيروس من الشخص المصاب للآخرين. ويرى "ماهر" أنه لابد من إجراء حملة لمنع انتشار المرض لأننا إذا كنا نعالج 12 ألف مريض فإننا نجد 15 ألفا آخرين جدد قد دخلوا فى دائرة المرض نتيجة للعدوى فهناك 120 ألف مريض مصرى مصاب بفيروس "سى" فالوقاية خير من العلاج. وينوه الدكتور "ماهر" إلى أن هناك رسالة ماجستير تم مناقشتها أثبتت أن هناك 25 % من طرق انتقال العدوى غير معلوم سببها تنتشر بين العائلات التى يوجد بها شخص مصاب بالفيروس و75 % معلومة، حيث إن الفيروس ممكن أن ينتقل عبر العلاقة الجنسية ومن خلال الفوط الشخصية، حيث إن الفوطة إذا تلوثت بالدم فإن الفيروس يظل فى الفوطة 28 يوما فى الجو غير الجاف مما يكون هناك فرصة لانتقال الفيروس من خلالها. ويشير الدكتور هشام الخياط أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بمعهد تيودور بلهارس، أن هناك وسائل أخرى عديدة لنقل فيروس "سى" فالغسيل الكلوى ينقل المرض وكذلك خيوط الجراحة وقسطرة القلب والعمليات الجراحية ومن المعروف أيضا أن العائلة التى يوجد بها مريض بفيروس سى لدية فرصة لانتقال المرض 6 أضعاف من الأسر الخالية من الفيروس لذلك لابد من التوعية بضرورة عدم استعمال الأدوات الشخصية للغير مثل فرش الأسنان وماكينات الحلاقة والفوطة الشخصية والوشم ينقل المرض أيضا، حيث أصبح الآن يتداول فى المولات ومراكز التجميل على يد بعض الناس غير المتخصصين وباستخدام أدوات غير معقمة كما تلجا السيدات بإزالة الحبوب السوداء بالوجه دون تعقيم كل هذه الأمور تنقل العدوى بفيروس سى.