المهندس هاني محمود مستشار رئيس الوزراء ، ووزير التنمية الإدارية الأسبق كتب علي صفحته على فيس بوك انه توجه منذ عدة أيام إلى صالة السفر الداخلي بمطار القاهرة صالة 1 متجها إلى شرم الشيخ ، ثم عرض عدة ملاحظات صادفته في رحلته ، أولها انه أبدى سعادته بارتفاع عدد السياح الأجانب المتجيهن إلي شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان ، لكن تلك السعادة لم تلبث أن تبخرت بعد دقائق لعدة أسباب ، منها الرائحة الكريهة لدورات المياه التي تهاجمك عن بعد ، ناهيك عن سوء النظافة. أما الملاحظة الثانية ، فكانت إغلاق الكاڤيتيريا الصغيرة بصالة السفر ومنع الوقوف أمامها بسبب وجود وزير الطيران الأسبق وأسرته داخل الكاڤيتريا وهو ما دفع مديرالصالة لمنع دخول المسافرين أو حتى وقوفهم أمامها !
أما الأمر الثالث ، فهو تأخر إقلاع الطائرة ساعة كاملة وهي نفسها زمن الرحلة ، منها أربعين دقيقة والركاب في مقاعدهم ، أي أنها أقلعت في نفس التوقيت الذي كان من المفترض وصولها فيه إلى شرم الشيخ.
الحقيقية أنها عبارات قاسية ، وقسوتها تكمن في كونها حقيقية وصادقة وتأتي من أحد الرموز الوطنية في الدولة ، كما أنها تشكل نموذجا واضحا لما نطلق عليه النقد البناء .
نحن أمام مشكلة كبيرة تواجه هذا البلد ، ليس في قطاع السياحة فقط ، ولكن في كل مناحي الحياة ، فالسلوكيات التي نراها في كل يوم وفي كل التعاملات لا تبشر بخير من سوء التعامل وسوء التصرفات مع المواطنين من المواطنين أنفسهم القائمين على كثير من مناحي الحياة ، فما ذكره الوزير هاني محمود هو مثال صارخ لما نراه في حياتنا اليومية ، ولا نستطيع أن نوجه اللوم فيه للدولة المصرية ، ولكن اللوم والعتاب يوجه للأفراد الذين لا يدركون مسئوليتهم كلَّ في مكانه !
فمشكلة النظافة تنتشر في الشوارع والأماكن العامة والمصالح الحكومية ، خاصة دورات المياه التي تتصف بالقذارة إلا ما ندر ، وهي سمة عامة على الرغم من وجود عمال نظافة خاصة في المطارات ، لكنهم تحولوا إلي متسولين على الرغم من حصولهم علي الكثير من المبالغ التي يدفعها كثير من المسافرين ، لكنه يعني أيضا غياب الرقابة والمتابعة ، وربما يدرك هذا من تردد على دول غربية أو حتى عربية ، وشاهد دورات المياه العامة حتى في محطات المترو أو الحدائق أو الشوارع كيف هي نظيفة جدا ، ولا أعرف كيف لا نهتم بنظافة المطارات ونحن نواجه أوبئة وأمراض في كل أنحاء العالم ؟!
أما إغلاق كاڤيتيريا بسبب وجود وزير أسبق وأسرته أو حتى وزير حالي - فهذا أمر مثير للسخرية ، خاصة أن من ذكر الواقعة هو أيضا وزير أسبق ، فكيف يتم غلق مكان على عدد محدود من الأفراد بسبب مكانتهم ومن يتحمل خسائر هذا المكان الذي تعطل العمل به ، ومن أعطى الحق لمدير الصالة أن ينفرد بقرار كهذا ، بل كيف يمتع وقوف المسافرين أمامها ؟
أما تأخر الطائرات فهو أمر مسيء للشركة الوطنية التي كانت قد تحسنت خدماتها وأدائها وانضباط مواعيدها ، وها هي تعود خطوات للخلف مع الارتفاع الشديد في أسعار تذاكرها ، وهو ما يجعلنا ننبه لخطورة هذه السلبيات ، التي تهدد السياحة وتهدد الشركة نفسها .
أعتقد أن كل تلك السلبيات وغيرها تحتاج إلى رقابة صارمة وخطوات جادة لاستعادة الخسائر التي واجهتنا بعد جائحة كورونا ، والتي لازال العالم يعاني منها حتى الآن وعلينا أن ندرك ما فقدناه أو نستمر ونتحمل كل التبعات والتكاليف الباهظة ، والاختيار لنا وعلينا .