حكم العسكر مثل مرض الأنفلونزا أو فيروس البرد، يدخل إلى جسدك بطريقة مفاجئة مباغتة، لم تكن أبدا تتوقع حدوثه، ولكن فجأة تجد أن جميع أجزاء جسدك تحت سيطرة هذا المرض اللعين. فها أنت تصاب برشح يجعلك تتنفس بصعوبة شديدة، وكأنك فى حقل غازات مسيلة للدموع، وتصاب بالتهاب فى الحلق يجعلك غير قادر على الكلام، وتؤثر السخونة التى بجسدك على عينيك، لتجعل الرؤية مشوشة أمامك، ويتأثر سمعك فلا تسمع سوى ما يقوله لك المرض بأنك منهك ومتعب، ويجب أن تستسلم وتجلس على الكنبة، وتضع غطاءك على جسدك جيدا حتى تقوم بالسلامة. وهذا المرض اللعين يوشوش لك فى أذنك بأن منظمات جسدك بالكامل منهكة، وفجأة تجد تعبا شديدا يعترى جسدك بالكامل، بالإضافة إلى أن اقتصادك الصحى أوشك على الانتهاء وسيتضرر ويسقط جسدك جثة هامدة إذا حاولت أن تقوم بدور عنتر وتنزل إلى الشارع فى عز البرد. كما أن هذا المرض يجعلك غير قادر على أداء عملك بشكل جيد مما يعطل عجلة إنتاجك، فهو يسبب لك العديد من المشاكل بجسمك كله، والمشكلة فى هذا المرض أنه لا يوجد له مصل أو علاج، فهو متغير الشكل فى كل موسم، فهو يتشكل ويتلون ويتحول على حسب الظروف التى أمامه. وعلى الرغم من أنه يدخل الجسد بسهولة إلا أنه يخرج منه بصعوبة، والشائع عنه دائما أنه يأخذ وقته فى الجسد، ويخرج منه فى الوقت الذى يريد (بمزاجه). منذ عدة أيام أصابنى هذا المرض اللعين ولكنى قاومته بشدة، حتى بدأ فى الخروج من جسدى اليوم، على أمل أن تكون هذه بشرة خير لكى يخرج حكم العسكر من روحى ( المتمثل فى الوطن )، ومازلت أعمل على أن أجد مصلا أو علاجا دائما لمرض ( الأنفلوعسكر ) حتى لا يتحور، وأصاب به مرة أخرى.