أكد أحمد إبراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطنى السودانى (البرلمان) عمق العلاقات التاريخية والأخوية والإستراتيجية بين مصر والسودان، ووصفها بأنها ذات جذور عميقة لا يمكن اقتلاعها، وأنها تتجاوز كل الحدود والأنظمة والأزمنة، حيث يربط بين البلدين مصير مشترك لا يمكن الفكاك منه، كما أن هذه العلاقات تزداد قوة بمرور الزمن. وقال الطاهر فى مؤتمر صحفى بعد استقبال د. كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء له والوفد المرافق، بمكتبه اليوم إن زيارته لمصر تهدف إلى لقاء عدد من كبار المسئولين فى مصر لاستمرار التواصل بين الشعبين، إلى جانب تهنئة الشعب المصرى على انتخاب مجلس شعب جديد بعد انتخابات برلمانية ناجحة ونزيهة، وتقديم الدعوة إلى وفد من مجلس الشعب المصرى لزيارة الخرطوم، فى إطار اللجنة البرلمانية والمصرية السودانية المشتركة التى تدعم جهود اللجنة العليا المصرية السودانية المشتركة لتنفيذ العديد من برامج التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات. وأوضح الطاهر أن الدكتور الجنزورى أكد له حرص مصر على دعم كل جهود التعاون بين البلدين خاصة فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وكذلك التوسع فى تنفيذ المشروعات المشتركة فى السودان فى مجالات الاتصالات والطرق والزراعة والإنتاج الحيوانى والصحة والتعليم وغيرها من مشروعات البنية التحتية والخدمية، كما أكد الجنزورى حرص مصر على دفع اتفاقية الحريات الأربع مع السودان. وأكد المسئول السودانى أن التكامل بين مصر والسودان يفضى إلى مزيد من الاستقرار فى المنطقة ويعد نموذجا للتعاون والتكامل فى العالم العربي، مؤكدا أهمية التعاون مع مصر باعتبارها دولة لها قوتها ووزنها وثقلها السياسى والاقتصادى والثقافى التى لا يمكن تجاوزها، وقال إن السودان تدعم كل الجهود لإعادة الدور المصرى الفاعل فى منطقتها العربية والأفريقية. ودعا الطاهر مصر إلى مزيد من الانفتاح على القارة الأفريقية، موضحا أن إسرائيل وضعت أقدامها فى أفريقيا كنوع من التطويق للمصالح المصرية، وبالتالى ناشد الحكومة المصرية إلى الإسراع بالعودة إلى أفريقيا التى يتسابق العالم على الاستثمار فيها نظرا لإمكاناتها الواسعة حتى تتمكن القارة من الإفلات من محاصرة النظام الغربى لها الذى يستنزف مواردها. وأضاف أن السودان تفتح ذراعيها للمستثمرين المصريين للعمل والتجارة وإقامة المشروعات، مشيرا إلى أن الطرق البرية بين البلدين أوشك على الاكتمال، وأنه سيتم افتتاح الطريق البرى الساحلى الذى يربط بين مصر والسودان بمحاذاة ساحل البحر الأحمر خلال هذا العام. وردا على سؤال حول الموقف من الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل قال الطاهر أن د.فايزة أبو النجا وزير التخطيط والتعاون الدولى التى حضرت المقابلة ستلتقى مع نظيرتها السودانية قريبا لبحث هذا الموضوع بالإضافة إلى دعم التعاون الاقتصادى بين البلدين. وحول ما إذا كان فوز التيار الإسلامى بالأغلبية فى مجلس الشعب سيؤثر على التنسيق البرلمانى بين البلدين قال الطاهر، إن البرلمان السودانى منفتح على كل القوى والتيارات والأحزاب السياسية فى مصر .
