لا ينكر أحد أن معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الثالثة والأربعين جاء مختلفا هذا العام فى كل شىء، من حيث الشكل والمضمون والظروف التى أحاطت به، ومساحة الحرية التى شملته منذ بدايته وحتى ختامه، خاصة مع التأكيد المتتالى للمثقفين أنهم يشعرون بأن معرض القاهرة الدولى للكتاب عاد لهم مرة أخرى، دون تتدخل من الجهات السياسية التى تدير الدولة. تؤكد الدكتورة سهير المصادفة مدير عام المشروعات الثقافية والمسئولة عن إدارة ندوات الموائد المستديرة، أن المعرض هذا العام أفضل من حيث الشكل والمضمون، والإقبال على الندوات كان كبيرا من الضيوف والجماهير، حيث اختلف شكل المعرض عن كل عام، ولم يعزف المثقفون عن حضور حفل الافتتاح الذى كان يعج بالحرس الجمهورى وأمن الدولة وكلاب الحراسة، ولم يحدث أن صادر كتابا، أو جاء ضيف بأمر من مباحث امن الدولة، حيث كان يجلس على المائدة جميع التيارات المختلفة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، والجميع يتحدث بكل حرية عن آرائه الشخصية والعامة دون حدود إلا احترام الآخر. وعن اختلاف المعرض عن السنوات السابقة أشارات المصادفة أنها لم تتقابل مع من كانوا يسجلون الندوات لمباحث أمن الدولة هذا العام، وشعر المثقفون لأول مرة من إنشاء معرض القاهرة الدولى للكتاب أن (المعرض لنا)، ولو حدث حوار مجتمعى أوسع على شاكلة ما حدث فى معرض الكتاب، تحاور فيه الجميع بمنتهى الموضوعية، ودون تفتيت سوف نصل لرؤية واحدة نستطيع من خلالها إنقاذ الثورة المصرية، والخروج من المأزق الذى تمر به البلاد فى الوقت الحالى. أما حسن سرور المسئولة عن إدارة المقهى الثقافى فقد أوضح أن المقهى الثقافى يعود هذا العام بعد فترة توقف دامت خمس سنوات لأسباب غير معلومة، وحقق نجاحا كبيرا للغاية، بل هو أعلى مراحل النجاح فى المعرض، فنسبة حضور الضيوف تعدت نسبة 87%، وشهد المقهى إقبالا كبيرا من الجمهور، لما وجدوه من نقاشات هامة وتعدد لوجهات النظر. وأضاف سرور أن هذا التغير الذى طرأ على المعرض إلى ثورة 25 يناير المجيدة التى استطاعت أن تستعيد كل الأشياء الجيدة، وأن تعيد إلى الأمور رونقها من جديد، بعد فترة طويلة وصل فيها المصريين إلى حدود اليأس، ولكن هناك عهدا جديدا يبدأ يحمل النور للجميع.