عندما استطاع حزب الرفاة التركى بقيادة نجم الدين أربكان تشكيل الحكومة التركية متحالفاً، قفز فى قطار سكة حديد الحجاز لإعادة تركيا إلى حضن أمتها الإسلامية، ولم تكن الرياح مواتية فى ذلك الوقت، ولا الشعب التركى فى معظمه مهيأ لمثل هذه النقلة وتغيير اتجاه البصلة ْ180 درجة، فقام الجيش حصن العلمانية بما يسمى انقلابا أبيض وحظر حزب الرفاة الإسلامى ومنع أربكان من ممارسة العمل السياسى لمدة خمس سنوات، وتعلم الدرس تلاميذ أربكان، رجب أردوغان وجول، فعندما استطاع حزب التنمية والعدالة تشكيل الحكومة قفزوا فى قطار الشرق السريع المتوجه إلى أوروبا، فقد كان حلماً للشعب التركى دخول الاتحاد الأوروبى، ولتحقيق ذلك لابد من جملة إصلاحات مثل تداول السلطة _ حرية التعبير _ حرية العقيدة _ احترام حقوق الإنسان _ اقتصاد السوق.. إلخ. هذه الإصلاحات فى مجموعها تتوافق مع أهداف ومقاصد الشريعة الإسلامية، فواكب أردوغان وصحبه هذه الريح المواتية لتحقيق حلم تركيا فى دخول الاتحاد الأوروبى لإصلاح مؤسسات الدولة وتقوية الاقتصاد والتلاحم مع احتياجات وطموحات الشعب التركى، ونفخ روحا جديدة كان يتوق إليها الشعب التركى المسلم وإطلاق حرية العبادة بعد سنوات طويلة من الكبت والإقصاء، فهل يقرأ المسارعون فى الانضمام لسباق الرئاسة من الإسلاميين فى مصر ما بين هذه السطور.. وهل يعوا الدرس..؟؟