قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى سيخوض معركة من أجل حياته السياسية عندما يظهر على التلفزيون الفرنسى فى بث حى الليلة، وأضافت أن بعض كبار الشخصيات فى حزبه الحاكم "الاتجاد من أجل حركة شعبية" يخشون أنه فقد كل الفرص للفوز بفترة رئاسية ثانية فى الانتخابات المقررة فى إبريل ومايو المقبلين. وتحدثت الصحيفة عن الشكوك حول احتمال عدم ترشحه لفترة ثانية وإفساح المجال لسياسى آخر من اليمين الوسط لخوض الانتخابات بدلا منه، وهى الشكوك التى قالت الصحيفة إنها ربما تكون نابعة من أمنيات. وتشير الإندبندنت إلى أن مصادر داخل الحزب الحاكم تصر على أن ساركوزى لن يقوم بأى بيانات "دراماتيكية" اللية، وأنه لن يقول إنه ينسحب من السباق، لكنه فى الوقت نفسه لن يعلن أنه مرشح لفترة رئاسية أخرى تدوم خمس سنوات. ويصرون على أن خطابه التلفزيونى الليلة للأمة سيكون رئاسياً بحتاً ويعلن عن برنامج لإصلاحات ثورية وملحة لجعل الاقتصاد الفرنسى أكثر تنافسية. إلا أن مضمون ما سيقوله ساركوزى ومحتواه سيكون محل اهتمام أنصاره وخصومه داخل حزبه، حسبما تقول الصحيفة. فقد أزعج الرئيس الفرنسى بعضا من أنصاره الأسبوع الماضى بتصريحات غير معلنة قال فيها إنه قد يتخلى عن السياسة إذا خسر فى الانتخابات، وهو ما فسره بعض الساسة والمعلقين على أنه دلالة على أن ساركوزى أصبح انهزاميا وليس لديه المقدرة على القتال. واللافت أن المرشح الاشتراكى فرانسوا هولاند يتقدم بشكل مريح فى استطلاعات الرأى، وكان أداؤه يتسم بالثقة فى المسيرات الانتخابية وظهوره على التليفزيون خلال الأسبوع الماضى. ويقال إن ساركوزى يشعر بالإحباط نتيجة لتراجع التصنيف الائتمانى لفرنسا فى مطلع هذا الشهر، ورغم أنه مقتنع، من الناحية الرسمية، أن شعبية هولاند ستتراجع ابتدء من الشهر القادم، إلا أنه، من الناحية غير الرسمية، يقال إنه يشعر بخوف من أن عدم شعبيته هو شخصيا، إلى جانب الأزمتين الاقتصاديتين الفرنسية والأوروبية، قد تجعل إعادة انتخابه أمراً مستيحلاً.