من خلف شاشاتهم الصغيرة حشدوا مسيرات، وأطلقوا شعارات، وعلقوا على الكثير من القضايا وشاركوا فى العديد من الأحداث، محتفظين بمكانة القدرة على الرد على أى هجوم من داخل منازلهم بواسطة جملة واحدة لا تتجاوز العشرة كلمات أطلقوا عليها "تويتاية" أو "تغريدة". الشباب الذين عرفوا بشباب "تويتر وفيس بوك"، قرروا استكمال دورهم الذى لا يمكن إغفاله منذ اندلاع الثورة، وتغيير ما وصل إليه الشارع المصرى من هجوم على المتظاهرين بعد الأحداث الأخيرة، فكان الحل هو خروجهم إلى الشارع حاملين شاشاتهم معهم، مطلقين على أنفسهم لقباً جديداً هو "تويت شارع". "تويت شارع" "هى المبادرة التى خرجت من روح موقع التواصل الاجتماعى الشهير "تويتر" إلى نبض الشارع لإقناع الشعب باستكمال الثورة"، كما وصفها شباب "تويت شارع" الذين بدأوا بعدد لا يتجاوز 7 من الشباب إلى أن وصل عددهم للمئات على مستوى محافظات مصر. "سلمى حجاب" شابة فى العشرين، وواحدة من الشباب الذين بدأوا المبادرة من خلال الدعوة إلى نقل "التغريد" للشارع وبين الناس،"سلمى" شرحت لليوم السابع بداية الفكرة وإلى أين وصل شباب "تويت شارع" حتى الآن، وتقول "سلمى: الفكرة بدأت ببعض التعليقات رداً على إحدى المسيرات التى شهدت انتهاكات للمجلس العسكرى كما شهدت وقوع للضحايا، فى الوقت الذى بدأ فيه اتجاه العداء ضد المتظاهرين، إلى جانب العدد الكبير من أفراد الشعب الذين لا يمتلكون اختيار الدخول على الإنترنت وهى الفئة العظمى، من هنا جاءت مبادرة "تويت شارع" التى تستهدف رواد مواقع التواصل الاجتماعى لنقل أفكارهم ومناقشاتهم إلى الشارع المصرى والمشاركة مع أكبر عدد من الناس لخلق تواصل اجتماعى جديد ولكن "من حق كل الناس". تكمل "سلمى": المبادرة بدأت بدعوة أحد الأصدقاء إلى الحديث مع الناس فى الشارع فى جميع الأحداث التى نشهدها حالياً، بهدف تقارب الآراء والوصول إلى وجهات نظر متشابهة، إلى جانب إحساسنا بزيادة حجم الفجوة بين الناس والثورة يوماً بعد يوم، ومن هنا بدأ كل فرد بالحديث مع من حوله من أقارب ومعارف وأصدقاء، وبالفعل انتشرت المبادرة بين عدد كبير من المدونين والناس فى الشارع فى معظم محافظات مصر. أما عن النقاط التى ركز عليها هؤلاء الشباب فى حديثهم مع الناس: بدأنا بالتدريب على كيفية مخاطبة جميع فئات الشعب، وكيفية إقناعهم بما نرغب فى قوله، ثم انطلقنا للحديث عن الانتخابات والتوعية بها، بالإضافة إلى الحديث عن الثورة ومحاولة تخيف الإحباط العام الذى شاع مؤخراً بين الناس، والفجوة بينهم وبين الثورة التى أخذت فى الاتساع شيئاً فشيئاً، كما حرصنا على إخفاض نغمة التخوين التى كثر استخدامها مؤخراً لكل من له رأى آخر. "غرد فى الشارع" هو الشعار الذى أطلقه "تويت شارع" للنزول إلى الناس ومن هنا انتشروا فى كل مكان فى الشوارع والمترو ومحطات الترام، ومحطات الغاز والبنزين وغيرها من الأماكن التى يتجمع بها الناس فى القاهرة والإسكندرية ودمياط وسوهاج وغيرها من المحافظات، محاولين بكل الوسائل الوصول إلى عقول الناس من خلال الكلام الصادق، أو التمثيل أو الغناء "المهم نوصل للناس".