قال وائل غنيم الناشط السياسى، إن عملية الاحتجاج التى واكبت ثورة 25 يناير لم تكن مسألة استمتاع بقدر ما كانت وسيلة للتطلع إلى النتيجة المرجوة من ورائها، مضيفا: "وهذا هو السبب، فى نزول معظم الشعب إلى الشوارع". وأكد وائل غنيم فى حوار له مع أندرو جولدمان فى صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه شعر عندما رأى المصريين وقد تمكنوا من الوقوف والاتحاد معا، بعدما تم إطلاق سراحه يوم 7 فبراير، أنه سجن لمدة 11 عاماً، وليس 11 يوماً فقط، قائلا: "ولكننى لم أشعر بأننى قد فاتنى شئ". وأوضح غنيم، أنه مدرك تماماً للكثير من الآراء التى تقول بإن أحد العيوب الكبيرة للثورة أنها لم تكن لديها قيادة تتولى شؤون الحكم بعد تنحى مبارك، مؤكدًا أن التاريخ وحده هو الذى سيكون حكما فى هذا الأمر، وتابع: "وبغض النظر عن ذلك فإن الثورة نجحت فى تمكين الكثير من المصريين فى الوقت الحالى". وأشار الناشط السياسى إلى قمع النظام السابق للمصريين، لأكثر من 30 عامًا، من خلال ما كان يقوله للمجتمع الدولى، من أنه إذا كان هناك ديمقراطية حقيقية، فإن الإخوان المسلمين سيأتون للسلطة، موضحا: "أنا لا أعارض أى شخص يتم انتخابه بطريقة ديمقراطية، إن ما يهم هو تحسين الأوضاع الاقتصادية، من أجل تحسين الظروف المعيشية لأكثر من 40 % من المصريين الذين يعيشون بأقل من دولارين فى اليوم، كما أن القضايا الاقتصادية كانت من أهم أسباب الثورة". ومضى الناشط يقول: "عندما تنحى مبارك، كانت هناك توقعات كبيرة نشأت عن وجهة نظر بسيطة جداً، وهى أنه هو وحاشيته كانوا المشكلة الأساسية، وبمجرد إزاحتهم من الطريق، فإن المشكلة ستحل، ولكن الأمور لم تتطور بهذا الشكل بكل تأكيد، ذهبت النشوة الآن. ونظرا لأن الطريقة التى كانت تحكم بها البلاد كانت تجعل 0.1 % من الشعب يتخذون القرارات نيابة عن بقية الشعب، فإن هناك نقصا بالتالى فى فهم حجم المشاكل الاقتصادية التى نواجهها". ونفى المدير التنفيذى فى فرع شركة "جوجل" فى دبى أن يكون هناك أوجه للشبه بين خطابه حول الحق فى تقرير المصير وما كان جورج بوش يقوله حول العراق، مستطردًا: "قتل فى حرب العراق الكثير من الناس الأبرياء، وهى ليست شيئًا ينبغى لأى دولة متحضرة أن تفخر به، حيث إن الناس الذين يعيشون فى بلد معين ينبغى أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم، لأنهم يدفعون فى النهاية ثمن الخيارات التى يتخذونها، مهما تكن". وأعلن عن تأييده للثورة السورية، معولا على دور المجتمع الدولى، وليس فقط الولاياتالمتحدة، حيث ينبغى أن يحاولوا تجنب وقوع أى عمل عدوانى من شأنه أن يعرض المزيد من الناس للخطر، على حد قوله. ولفت إلى تفاؤل الكثير من الناس عندما جاء الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى مصر ووجه خطابا إلى الأمة الإسلامية، وأردف: "ولكن هذا الخطاب لم يعقبه حدوث تغيير كبير فى السياسة الخارجية الأمريكية بعد ذلك، من الصعب تغيير نظرة الناس إلى أمر معين بمجرد الكلام فقط". وعن رأيه فى النسبة التى أعلنتها الأممالمتحدة حول انتشار ختان الإناث بين النساء المصريات المتزوجات من عمر 15 إلى 49 عاما، قال: "لا أعتقد أن هذه النسبة صحيحة، وأنا حقا لست على دراية بما فيه الكفاية لأتحدث فى هذا الموضوع، وأعتقد أن هناك جدلا دائرًا حول هذه المسألة، ولكننى لم أقرأ عنها ما يكفى ليجعلنى أصدر حكماً بشأنها". وحول تأثير عمله طوال النهار فى "جوجل" قبل الثورة، وقضاء الليل فى العمل على صفحة ال"فيسبوك" "كلنا خالد سعيد"، على زوجته الأمريكية وطفليه الصغار، أكد: "كانت هناك بالطبع بعض المشاكل وبعض لحظات الصفاء بيننا، ولكن زوجتى كانت متفهمة للغاية بشكل عام، إنها تفهمنى جيدا وتعرف متى تكون الأمور بالغة الخطورة". وردا على سؤال: "لقد كتبت أن السبب وراء سعيك للتزوج من أمريكية كان هو عدم كونك سعيد الحظ مع النساء المصريات، ولكن بالنظر إلى أنك أصبحت بمثابة تشى جيفارا المصرى، فإننى أتصور أنك أصبحت الآن محبوب النساء؟"، قال: "كلا فى الحقيقة، فعلى الرغم من أن وسائل الإعلام الغربية تحب أن تصورنى على أننى وجه الثورة المصرية، إلا أننى لا أشعر بأننى كذلك، وإذا كان هناك بعض الناس الذين يقدرون ما قمت به، إلا أن الثورة كانت حرفيا من دون قائد. ولكننى سعيد فى زواجى على كل حال".