إذا كنت خطيبا بالأوقاف فليس هناك أسهل من إلقاء خطبة الجمعة.. فقط عليك أن تبدأ بآية من القرآن وتدعمها بالأحاديث مستعينا برأى رجال الدين فى المسألة التى تتناولها الآية وبذلك تنتهى الخطبة وتبدأ الصلاة.. هذا عن إلقاء الخطبة فماذا عن إعدادها؟ فى ساعة متأخرة من ليلة الجمعة يبدأ الخطيب بالأوقاف فى إعداد خطبة الجمعة ولا يستغرق الأمر أكثر من 3 ساعات يقضيها الخطيب فى صياغة الخطبة أو حفظ خطبة جاهزة، ويسلك خطيب الأوقاف فى إعداده للخطبة طريقين.. إما أن يلجأ لكتب الخطب المجمعة لمشاهير خطباء الأزهر مثل شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوى أو أحمد عمر هاشم، وتوزع الجهة المختصة بوزارة الأوقاف هذه الخطب بصفة دورية على أئمة المساجد الذين يعيدون صياغة بعض فقراتها دون تغيير فى المضمون، أما الاختيار الثانى للخطباء فهو كتاب (الدين والحياة) الذى يحتوى على معلومات خاصة بالدعوة وعلاقة الدين بمناحى الحياة دون الخوض فى المسائل الفقهية، ويعد الكتاب أكبر مرجع لأئمة الأوقاف نظرا لضخامته فهو مكون من 3 أجزاء كل جزء يحتوى على 300 صفحة، أئمة المساجد التابعة للأوقاف يعتمدون بشكل كبير على الحفظ والنسخ من المراجع السابقة، لكن هذا لا يمنع أن بعضهم يفضل الارتجال فى الخطبة على أن يرهق نفسه فى الإعداد للخطبة، والمرتجل يعتمد على رصيد من الآيات والأحاديث المتداولة بجانب بعض أبيات الشعر والمأثورات وقليل من أحكام الفقه لا تطول مدة خطبتهم.