خرجت فى بداية الثورة وشاركت مع الثوار، وشاركت فى كل المليونيات التى أثمرت عن مكاسب لمصر وللثورة، الآن أنا واقف وحدى لا مع ولا ضد لا مع اعتصام يغلق شارع، ويهدد من قاموا باعتصام مجلس الوزراء بمنع رئيس الوزراء بدخول مقر مجلس الوزراء، وهذا غير قانونى وضد الدولة، وغير سلمى، استناداً لهذا التهديد، ولا مع ما أراه من "جيش مصر وشرطة مصر" من ضرب الناس بكل قسوة وعدم رحمة، مهما كانت أفكارهم، ومهما اختلفنا أو اتفقنا معهم، مما يساعد أكثر على هلهلة الدولة، مما يؤدى إلى حتمية سقوطها لو استمر هذا الوضع . لقد باتت دولة مصر مهددة بالانهيار عندما انهار مبنى المجْمع العلمى، واحترق تاريخنا الذى يثبت أصل وجذور شعب مصر الأصيل، قالها من قبل "جمال حمدان" "بدون مكان لايوجد تاريخ وبدون تاريخ لا يوجد مكان" نعم بماذا يفيد المكان لو احترق تاريخنا؟ لقد حُرِقت الخرائط التى استند عليها دفاعنا فى قضية طابا . لقد انهارت أسقف مبنى المجمع العلمى- فهى كانت خشبية – لا يوجد غير سُلم يأخذنا للطابق العلوى الذى انهارت أرضيته وأسقفه، ومعها تتهدد ثقافة دولة وحضارتها بالانهيار. على ذكر ثقافة الدولة التى قد تنهار أحب أن أتكلم عن ثقافة الخلاف ثقافة الرأى أمام الرأى والبرهان أمام البرهان ليس التهكم أمام الرأى أو التهكم أمام البرهان . فالثورة كانت ومازالت على حق والحق أقوى من أى تهكم، لابد أن نعرف أن ثورتنا تأخذنا لحماسات دون أن ندرى، فنتلفظ بألفاظ غير مسئولة قد تؤثر على الثورة وتشوهها، ولكن نستطيع أن نحافظ على الثورة بشكل أرقى، بطرح الأفكار التى تعبر عن الثورة، وبالتالى نكون خير ممثلين عن الثورة باحترامنا لأفكار الآخرين واحتوائنا لها، ودفاعنا المستميت عن الثورة مع التزامنا بأدبيات الثورة التى تعلمناها فى ثمانية عشر يوماً كانوا من أفضل الأيام التى شهدتها مصر . لا أفهم من يتعدون على الآخرين بالألفاظ النابية التى للأسف تُنسب للثورة، أصبح حتمياً أن نعترف بأن الثورة ثورة حق وليست ثورة سياسة، فالسياسة تقف بجانب الحق وغير الحق أيا كان منهما ضد الخصم السياسى، السياسة تستخدم الأكاذيب حتى تسقط الخصم السياسى، السياسة تقف مع من هم ضد الثورة لو كانوا ضد الخصم السياسى هذه هى السياسة، إن كنا نريد أن ننتصر للثورة، فيجب أن نختار الحق دون غيره قبل أن يفوت الأوان .