تراقب الأوساط الثقافية المصرية والعربية والعالمية بحذر شديد، حالة الجدل السائدة حول تحديد موعد إقامة معرض القاهرة الدولى للكتاب والتى من المفترض أن تنتهى بإعلان قرار رسمى بشأن الموعد النهائى أما أن يكون فى الرابع والعشرين من يناير الجارى، أو يتم تأجيله للأول من فبراير بناء على تخوفات من قبل وزارة الداخلية حول تأمينه، دفعتها للمطالبة بالتأجيل، وهو ما سوف يتسبب فى إلحاق خسائر مالية بالناشرين المصريين والعرب المشاركين ويجعل سمعة مصر الدولية على المحك. الدورة القادمة من معرض القاهرة الدولى للكتاب من المفترض أن تحمل رقم 43، وهو الرقم نفسه الذى كان مقررًا لها فى يناير الماضى إلا ان أحداث ثورة 25 يناير أدت إلى إلغائها رغم تأكيدات وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى قبل ساعات قليلة من افتتاح المعرض بأنه سيتم انطلاقه فى الموعد المقرر له ولكن توالت الأحداث بسرعة كبيرة، واندلعت ثورة يناير المجيدة؛ لتكون بذلك هى المرة الأولى التى يتم فيها إلغاء المعرض. وعلى الرغم من محاولات وزارة الثقافة لتعويض الناشرين عن الخسائر المالية التى لحقت بهم من خلال تنظيم معرض فيصل للكتاب والذى أشرفت عليه الهيئة العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد مجاهد وبالتعاون مع اتحاد الناشرين المصريين فى رمضان الماضى، إلا أنه لم يكن بديلاً عن أهم عرس ثقافى فى الشرق الأوسط. لم تكن هذه هى المرة الوحيدة التى يتعرض فيها معرض القاهرة الدولى لأزمات، فقد شهد أزمة أخرى أثناء فترة تولى الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور رئاسة الهيئة العامة للكتاب عام 1981، وذلك عندما تمت الموافقة على مشاركة إسرائيل فى المعرض، ما قوبل بموجه عارمة من الاعتراضات والهجوم وكان السبب المعروف وقتها هو أن مشاركة إسرائيل تجىء بناءً على قرار سياسى من قبل الرئيس الراحل أنور السادات.