كتب كون كوفلين، كبير مراسلى التليجراف، يروى فى العدد الأسبوعى الأول من 2012 الصنداى تليجراف يصف كيف أن الثورات العربية ولدت لحظات شجاعة لا يمكن لمن شاهدها أن ينساها قط. ويتحدث المراسل البريطانى بالتحديد عن فتاة مصرية جعلته يبكى لقوة شجاعتها، ويروى أنه فى ظهر جمعة 28 يناير وخارج مسجد عمر مكرم، حيث تجمع حشد كبير من المتظاهرين فى مواجهة حشد يساويه فى العدد تقريباً من جنود الأمن المركزى، ثم فى غضون ساعات كانت الشرطة قد فرت حيث الضربة الرئيسية الأولى لحكم الرئيس السابق حسنى مبارك. لكن الأمر الأكثر روعة، يضيف كوفلين، هو مشهد سهيلة أحمد، إحدى المتظاهرات التى لا تتجاوز بداية العشرينيات من عمرها، وقد خرجت من صفوف المتظاهرين متجهة نحو الجنود، وإذ بها تصرخ فى وجههم، "لماذا تواجهوننا بالنار والغاز المسيل للدموع؟". ويقول الكاتب، إن شجاعة الفتاة، التى كانت تعرف جيدا قسوة ووحشية شرطة مبارك، جعلت الدموع تموج فى عينيه، فمشهد امرأة تقف فى وجه 500 من بلطجية النظام المعرفين بسجل كبير من الضرب والقتل داخل الأقسام، لا يمكن أن يمحى من ذاكرة الشهود. بالضبط مثل ذلك المشهد الذى وقع بميدان تيانامين فى الصين عام 1989 حينما وقف أحد المتظاهرين متحديا دبابة للجيش. ومع مرور ما يقرب من عام لا يعرف الكاتب مصير سهيلة، لكنه يأمل ألا تكون قد تلقت رصاصة مثل مئات الشهداء.