أدانت 15 منظمة نسوية، والمعروفة بتحالف المنظمات النسوية، ومن بينها مركز قضايا المرأة المصرية، رابطة المرأة العربية، مؤسسة المرأة والذاكرة، مؤسسة المرأة الجديدة، لكل أشكال العنف والتعذيب التى مارسها المجلس العسكرى تجاه الفتيات، مؤكدين أن المرأة تتعرض للعنف على يد المجلس العسكرى أكثر مما تعرضت له المرأة فى عهد المخلوع. وقال جمال عيد، مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده تحالف المنظمات النسوية، تحت عنوان "انتهاكات المجلس العسكرى للنساء ما بعد الثورة"، ظهر اليوم الخميس، إن نساء مصر مثل رجالها، شاركن خطوة بخطوة فى الثورة، وكن فى الدعوة منذ بداية الانتفاضة التى تحولت لثورة، لافتاً إلى أنه بعد أقل من شهر من رحيل الديكتاتور مبارك، بدأت حملة ضد النساء أكثر شراسة من الانتهاكات التى تمت ممارستها ضد النساء فى عهد المخلوع، موضحاً أن المجلس العسكرى قام بتعذيب العشرات بالمتحف المصرى، قائلاً، "الثورات دائما بعد النجاح تتحول السجون إلى متاحف، ولكن المجلس العسكرى حول المتحف إلى سجن". وأضاف عيد، أن العام الأول المنتهى من الثورة شهد انتهاكات وحشية ضد المتظاهرين، إضافة إلى التعرية والضرب بشكل سادى ووحشى، مؤكداً أن المجلس العسكرى اعترف بواقعة سحل فتاة التحرير، ويجرى تحقيقا فى تلك الواقعة، مشيراً إلى أن الكثيرين يتحدثون عن تلك الواقعة بأنها مفبركة بواسطة "الفوتوشوب"، موضحاً أن الثورة مستمرة، على الرغم من سقوط رأس النظام، قائلاً، "النظام فى مصر تحول من ثياب مدنية إلى عسكرية، والاستبداد واضح وصريح، ولا يوجد شهر إلا به شهداء جدد وانتهاكات ضد النساء". وأضاف عيد، بعد رحيل مبارك عن الحكم ظهرت حملة انتهاكات ضد النساء أكثر فظاعة من التى تم ممارستها فى عهد الديكتاتور نفسه، بدءاً من كشوف العذرية فى 9 مارس وانتهاءً بسحل وتعرية الفتيات أثناء أحداث مجلس الوزراء، لافتا إلى أن الانتهاكات التى تعرضت لها النساء من جانب الجيش سواء كانت بأوامر ومنهجية أو تجاوزات فردية، فقد لوثت شرف الجندية المصرية. مضيفا أنه رغم اعتراف المجلس العسكرى بالخطأ فى التعامل مع المتظاهرات أثناء أحداث مجلس الوزراء إلا أنهم مازالوا يشككون فى صحة واقعة تعرية الفتاة من جانب أفراد الجيش. من جانبها، قالت الدكتورة ماجدة عدلى، مدير مركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب والعنف، إن المجلس العسكرى هو النظام الذى لم يسقط بعد، وله خطة مدروسة لإجهاض الثورة تقوم على شقين، الأول فض الجمهور العام عن الثورة، والآخر كسر إرادة الثوار وبث روح الفرقة بين هذه الجموع المتوحدة على مطالب كبرى قامت من أجلها الثورة، لافتة إلى أن الجيش أخذ من الثورة ما يريده، وهو إسقاط مسلسل التوريث الذى كان لا يقبله، مشيرة إلى سجون الشرطة العسكرية مازالت تعلق صور مبارك، ويقولون للمعتقلين "أيوه رئيسنا غصب عنكوا". وأضافت عدلى، أن استهداف انتهاك النساء أثناء المظاهرات يهدف إلى تحميل رجال العائلة والمجتمع العار لعدم قدرتهم على حماية النساء وكسر إرادة الثورة، مشيرة إلى أن المؤسسة العسكرية ذكورية، وبالتالى تنظر إلى النساء بتعال ودونية، ما يولد أحقادا شخصية لديهم عندما يرون امرأة تواجههم كالرجال. وكشفت راجية عمران، الناشطة الحقوقية بمؤسسة المرأة الجديدة، أن القرار الصادر عن المجلس العسكرى بوقف تنفيذ أحكام عسكرية على 90 محجوزا، معظمهم لأحكام تحت سنة، أى أنها قضت معظم المدة، لافتة إلى أن هناك العديد من المسجونين المحكوم عليهم بخمس وعشر سنوات، مضيفة أن دورنا الآن هو التضامن الشعبى والإيمان بقضية هؤلاء المسجونين، خاصة أن الإعلام يعمل الآن على تشويه صورة الثوار ووصفهم بالبلطجية. ودعت عزة سليمان، مدير مؤسسة قضايا المرأة المصرية، إلى التضامن مع هند بدوى، الفتاة التى تم سحلها وضربها وتعذيبها فى أحداث مجلس الوزراء، وزيارة أهلها لإقناعهم بفك الحصار عنها، حيث إنها ممنوعة من الحديث والخروج، وقالت إن المجلس العسكرى أخطأ فى حق الثوار.