سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجيش السودانى يعلن مقتل زعيم أكبر حركة متمردة فى دارفور.. مدير مكتب "البشير" فى القاهرة: هذه رسالة لمن يختار طريق الحرب.. وحيدر إبراهيم: مقتله يمثل خطورة أكبر على الخرطوم
أعلن الجيش السودانى أنه قتل خليل إبراهيم، زعيم حركة العدل والمساواة، أكبر الحركات المتمردة فى دارفور وأكثر التنظيمات المتمردة تسلحا، الأحد بمنطقة ودبنده فى ولاية شمال كردفان. وقال المتحدث باسم الجيش السودانى العقيد الصوارمى خالد سعد فى بيان بثه التليفزيون السودانى الرسمى إن "القوات المسلحة أعلنت أنها قتلت المتمرد خليل إبراهيم اليوم (الأحد) فى معركة غرب ودبنده بشمال كردفان". وتعليقا على ذلك تنبأ الدكتور حيدر إبراهيم، مدير مركز الدراسات السودانية، الذى يشكك فى مقتل خليل إبراهيم لحين التأكد من هذه المعلومات من قبل مصدر مستقل، بتحول الحركة إلى مجموعة كثيرة من الحركات المسلحة نظرا لفقدان شخصية مركزية مثل خليل إبراهيم استطاع أن يجمع بين المختلفين، معتقدا أن ذلك يمثل خطورة اكبر على الخرطوم. كما تخوف حيدر إبراهيم فى حديثه ل"اليوم السابع" من إمكانية ميول أعضاء الحركة لتنفيذ عمليات اغتيالية لعناصر من الحكومة، مستبعدا توقيع الحركة على اتفاق الدوحة للسلام، لأنها فى حالة حرب واضحة ولن ترضى بالتوقيع فى ظل اغتيال زعيمها. بينما أوضح المتحدث باسم الجيش السودانى أن خليل إبراهيم (54 عاما) كان مع مجموعة "تخطط للوصول إلى دولة جنوب السودان عندما قطعت القوات المسلحة خط سيرهم وقتلته"، اعتبر مدير مركز الدراسات السودانية هذا الحديث الجيش السودانى غير صحيح، مرجعا ذلك إلى وقوع المعركة بمنطقة ودبنده فى ولاية شمال كردفان أى أنه كانت هناك احتمالات لخطط أخرى وهذا أقرب إلى انهم كانوا يعتزمون التقدم نحو العاصمة الخرطوم. وهذا ما أكدته الحركة فى بيان لها السبت بقولها إن مقاتليها اشتبكوا مع ميليشيات حكومية فى أجزاء من ولاية شمال كردفان ويعتزمون التقدم نحو العاصمة الخرطوم. وعن مستقبل العلاقة بين حركة العدل والمساواة الذى انقطع عنها مصدر مهم من الأموال والأسلحة منذ مقتل معمر القذافى، ودولة جنوب السودان بعد تصفية زعيمها، قال إبراهيم: "السلاح ليس مشكلة بالنسبة للحركات المتمردة، والعلاقة تعتمد على موقف الحركة بعد موت خليل وهل ستستمر فى نفس خطى زعيمها أم ستتحول". فيما قال الدكتور وليد السيد مدير مكتب حزب المؤتمر الحاكم، الذى يرأسه الرئيس عمر البشير، فى القاهرة: "لا شماتة فى الموت ونحن كنا نتمنى انضمام خليل إبراهيم للعملية السلمية، ولكنه اختار طريقه بيده ومصيره لوحده وتعنف فى السلام وهذه نهاية حتمية لمن يختار طريق الحرب". وأكد مدير مكتب البشير فى القاهرة أن موت خليل إبراهيم رسالة لمن يسلك نفس منهجه، وكل من يحمل السلاح أمثال نائب رئيس قطاع الشمال بالحركة الشعبية عبد العزيز الحلو ووالى النيل الأزرق المخلوع مالك عقار. ونفى وليد السيد وجود أى ابتهاج لمقتل خليل إبراهيم، ولكن هناك ابتهاج لانتصار للقوات المسلحة، خاصة بعدما بدأ خليل ترويع المواطنين. وشدد السيد على أن إبراهيم كان يخطط للوصول إلى دولة جنوب السودان لأنه مر بالزرنيخ التى تبعد عن 20 كيلو مترا من شمال كردفان وهذا الطريق يؤدى تماما إلى عبد العزيز الحلو فى جنوب السودان والجغرافيا تؤكد ذلك، على حد زعمه. واختلف وليد السيد مع طرح المحلل السودانى حيدر إبراهيم بشأن رغبة حركة العدل والمساواة فى الانتقام لمقتل زعيمها، مؤكدا أن شوكة الحركة انتهت تماما مع انهيار النظام الليبى كما أن موت خليل يفتح الباب لعملية السلام لأنه كان شخص متعنت وكل خيوط الحركة كانت فى يده. تجدر الإشارة إلى أن خليل إبراهيم أسس حركة العدل والمساواة فى 2003 العام الذى بدأ فيه التمرد فى دارفور. وهاجم فى مايو 2008 الخرطوم، ما أدى إلى مقتل أكثر من مائتى شخص. ورفض خليل التوقيع على اتفاق الدوحة للسلام الذى وقعته حركة التحرير والعدالة (إحدى الحركات المتمردة) بوساطة مشتركة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقى وقطر مع أن حركته دخلت فى مفاوضات مع الحكومة السودانية ووقعت معها مذكرة تفاهم فى فبراير 2010. واندلع النزاع فى دارفور بين الحكومة السودانية ومجموعات متمردة فى الإقليم عام 2003، وأسفر عن مقتل 300 ألف شخص على الأقل منذ اندلاع الصراع فى دارفور فى 2003 بين المتمردين ونظام الخرطوم بحسب الأممالمتحدة، بينما أدى الصراع إلى تشريد 1.9 مليون نسمة يعيشون فى مخيمات فيما تقدر الحكومة السودانية الضحايا بعشرة آلاف.