يأتى مؤتمر دولى تعقده ألمانيا لمناقشة مستقبل أفغانستان بعد عام 2014، فى وقت تشهد فيه البلاد غياب الاستقرار السياسى وتمردا دائما تقوده حركة طالبان وانهيارا ماليا محتملا، فى أعقاب انسحاب القوات الدولية والمساعدات الأجنبية. ومن المقرر أن يشارك ممثلون عن نحو مائة دولة ومنظمة دولية فى المؤتمر الذى يعقد اليوم، الاثنين، وسيضم المؤتمر نحو ستين وزير خارجية، بينهم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون. لكن أحد أهم الدول المؤثرة فى مستقبل أفغانستان، وهى جارتها الشرقيةباكستان المسلحة نوويا، ستقاطع المؤتمر، احتجاجاً على الغارة الجوية التى شنها حلف شمال الأطلسى "الناتو" خارج الأراضى الأفغانية، والتى أسفرت عن مقتل أربعة وعشرين جندياً باكستانياً. وينظر إلى باكستان باعتبارها لاعباً أساسياً فى المنطقة، بسبب نفوذها وعلاقاتها مع الجماعات المسلحة التى تقاتل الحكومة الأفغانية والجنود الأجانب، والتى تستخدم فى بعض الأحيان باكستان كقاعدة لشن هجماتها. ومن المتوقع أن يناقش مؤتمر بون نقل المسئولية الأمنية من القوات الدولية إلى قوات الأمن الأفغانية، خلال ثلاث سنوات، كما سيبحث مستقبل المساعدات الدولية على المدى الطويل وإمكانية التوصل إلى تسوية سياسية مع حركة طالبان. وفى هذا السياق، قال وزير الخارجية الألمانية جيدو فيسترفيله، "هدفنا هو أفغانستان آمنة وسالمة، بحيث لا تصبح مجددا ملاذا آمنا للإرهاب الدولى". وكانت الولاياتالمتحدة تأمل فى استغلال مؤتمر بون لإعلان أنباء عن مستقبل محادثات السلام مع طالبان، لكن الجهود الأفغانية والأمريكية لم تثمر بعد. وتعرضت جهود المصالحة لانتكاسة كبيرة بعد اغتيال الرئيس الأفغانى الأسبق برهان الدين ربانى، الذى كان يقود جهود الحكومة الأفغانية فى التوسط من أجل السلام مع المسلحين. لكن واشنطن وشركاء آخرين لا يزالون يحاولون ترتيب خطوات مؤقتة باتجاه محادثات السلام، من خلال فتح مكتب دبلوماسى لطالبان يمكن ممثليها من التجارة الدولية دون الخوف من الاعتقال أو القتل، وربما تكون مثل هذه الصفقة بمثابة إنجاز بسيط لمؤتمر بون. ومن التوقع أن يضع الإعلان الختامى لمؤتمر بون الخطوط العريضة والحمراء بالنسبة للمصالحة السياسية مع طالبان، وهو طرح يتوقع مشاركين بارزين فى المؤتمر على نحو متزايد سينعكس على الجدول الزمنى لانسحاب قوات حلف شمال الأطلسى "الناتو" من هناك بحلول عام 2014.