الرئيس السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية| فيديو    وزير الصحة يهنئ الدكتور إيهاب هيكل ومجلس نقابة أطباء الأسنان للفوز في انتخابات النقابة    السيسي يتفقد الصالات الرياضية المجهزة بالأكاديمية العسكرية في العاصمة الإدارية.. فيديو    تعليم الإسكندرية تستقبل وفد المنظمة الأوروبية للتدريب    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    محافظة القاهرة تكثف حملات إزالة الإشغالات والتعديات على حرم الطريق    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية الجديدة - فيديو    التنمية المحلية: تدريب 2034 قيادة علي منظومة التصالح في مخالفات البناء بالمحافظات    من اليوم.. مطار مرسى علم الدولي يستقبل 32 ألف سائح خلال أسبوع    بعد فتح التصدير.. «بصل سوهاج» يغزو الأسواق العربية والأوروبية    شركات الصرافة التابعة للبنوك الحكومية تجمع حصيلة من العملات تعادل 18.4 مليار جنيه    رئيس مياه سوهاج يتسلم شهادات 6 محطات حاصلة على اعتماد خطط السلامة    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    وزير التعليم العالي يتفقد الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا    رئيس جهاز العاصمة الإدارية يتابع معدلات تنفيذ حي جاردن سيتي الجديدة    هل ينتهي قطع الكهرباء؟.. الوزارة توضح حقيقة وقف تخفيف الأحمال في منتصف مايو 2024    سفير مصر بالدنمارك يطالب المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الأممية بشأن فلسطين    هيئة شئون الأسرى الفلسطينيين: الوضع في سجون الاحتلال كارثي ومأساوي    حان وقت الصفقة.. تحرك جديد لعائلات الرهائن الإسرائيليين في تل أبيب    وسط اعتقال أكثر من 550.. الاحتجاجات الطلابية المناهضة لإسرائيل بالجامعات الأمريكية ترفض التراجع    كوريا الشمالية: الولايات المتحدة تقوم ب«تشهير خبيث» عبر نشر تقارير مغلوطة عن حقوق الإنسان    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    رئيس البرلمان العربي يكرم نائب رئيس الوزراء البحريني    تفاصيل الاجتماع الفني لمباراة الزمالك ودريمز بالكونفدرالية    بيريرا يكشف حقيقة رفع قضية ضد الحكم الدولي محمود عاشور    كرة اليد، موعد مباراة الزمالك والترجي في نهائي بطولة أفريقيا    مديرية الشباب بالشرقية تنفذ دورات لطرق التعامل مع المصابين    خالد بيبو: لست ناظر مدرسة «غرفة ملابس الأهلي محكومة لوحدها»    «شريف ضد رونالدو».. موعد مباراة الخليج والنصر في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    حسن الخاتمة، وفاة مواطن خلال احتفاله مع الأيتام بالإسكندرية (صور)    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    لضبط الأسعار.. الداخلية تتوعّد المتلاعبين في الخبر وتضبط 39 طن دقيق    موعد إعلان أرقام جلوس طلاب الثانوية العامة 2024    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    خبير تكنولوجيا: 70% من جرائم الإنترنت سببها الألعاب الإلكترونية    المؤبد والمشدد للمتهمين في محاولة اغتيال أحمد موسى.. تفاصيل    4 أفلام مصرية ضمن عروض اليوم التاني من الإسكندرية للفيلم القصير    بسبب البث المباشر.. ميار الببلاوي تتصدر التريند    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    خبيرة: يوم رائع لمواليد الأبراج النارية    20 صورة من حفل عمرو دياب في البحرين    علي الطيب يكشف سبب اعتذاره عن مسلسل «صلة رحم» ويوجه رسالة لابطاله (فيديو)    الليلة.. أحمد سعد يحيي حفلا غنائيا في كندا    بيان عاجل لهيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة ويأثم فاعله    معنى كلمة ربض الجنة.. «أزهري» يوضح دلالتها في حديث النبي    «بيت الزكاة» يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة ضمن حملة إغاثة غزة    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    إحالة 12 طبيبًا بمستشفى أخميم بسوهاج للتحقيق لغيابهم عن العمل    هل يوجد تعارض بين تناول التطعيم وارتفاع حرارة الجسم للأطفال؟ هيئة الدواء تجيب    الكشف على 165 مواطنًا خلال قافلة طبية بالزعفرانة وعرب عايش برأس غارب    طلب إحاطة يحذر من تزايد معدلات الولادة القيصرية    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    قبل 3 جولات من النهاية.. ماهي فرص "نانت مصطفى محمد" في البقاء بالدوري الفرنسي؟    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    "كنت ببعتله تحياتي".. كولر يكشف سر الورقة التي أعطاها ل رامي ربيعة أثناء مباراة مازيمبي    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقبة "البيئوقراطية" العالمية
نشر في اليوم السابع يوم 12 - 08 - 2021

يبدو أن العالم على موعد مع ثورة مناخية، تضاف إلى موجات الغضب التي تشهدها الكرة الأرضية شرقا وغربا، بسبب أوضاع السياسة والاقتصاد، أضاف إليها الوباء زخما جديدا، لتأتى التداعيات الكارثية لظاهرة التغير المناخى، عبر حرائق هنا وهناك، لتصب الطبيعة "جام" غضبها، على الحكومات، التي ساهمت في انتهاك البيئة، طمعا في التنمية الاقتصادية، من خلال الاستخدام المفرط للوقود الأحفورى تارة، والسعى نحو تجريد الدول الضعيفة من إمكاناتها الطبيعية، دون النظر إلى انعكاسات سياساتهم التي اتسمت بقدر كبير من "الأنانية"، على الوضع البيئي والمناخ العالمى، ليشهد العالم مصادفة غريبة تزامن فيها الوباء، الذى قتل ملايين البشر، مع "غضب الطبيعة"، لتتأجج حالة من الاحتقان الشعبى في العديد من مناطق العالم، ربما ينذر بمخاطر كبيرة.
ولعل حالة الاحتقان الشعبى، تجاه الحكومات ليست جديدة تماما، ولا ترتبط مباشرة بالوضع البيئي والمناخى، وإن كانت السنوات الأخيرة قد شهدت مناوشات من قبل "نشطاء" البيئة، في عدد من الدول، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة، إلا أن التداعيات الأخيرة، والتي تجسدت في العديد من الحرائق التي تلتهم مناطق كبيرة، ربما تضع إطارا شرعيا جديدا، لأحد أهم المبادئ الجديدة التي قد تحكم العالم في المرحلة المقبلة، على غرار ما شهدته كافة الحقب الانتقالية، والتي شكلت أزماتها فرصة للقوى الدولية لصياغة مبادئ، سياسية واقتصادية، تتماشى مع رؤيتها، تسمح لها بفرض هيمنتها على النظام الدولى، على غرار الديمقراطية، والرأسمالية، التي فرضتهما واشنطن على المعسكر الغربى، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ثم عادت لتفرضها، مضافا إليها مسحات حقوقية، بعد الحرب الباردة، لتفرض سيطرتها الأحادية على العالم، بعد انهيار الاتحاد السوفيتى في التسعينات من القرن الماضى.
ومع صعود قضايا البيئة، إلى حد اشتعال الحرائق، تزامنا مع مرحلة من "المخاض" الدولى، لميلاد نظام عالمى جديد، تبدو البيئة الدولية مهيأة لصياغة مفهوم جديد، يسمح بصعود القوى الطامحة لمزاحمة واشنطن على قمة العالم، يمكننا تسميته مجازا ب"البيئوقراطية"، أو "حكم البيئة"، ليضع مبادئ احترام البيئة وخفض الانبعاثات الكربونية بمثابة مدخلا مهما لفرض رؤيتها على العالم في المستقبل، ويمكن من خلاله تشكيل معسكرا دوليا، من شأنه مواجهة المعسكرات الأخرى، في الوقت الذى تراجعت فيه أمريكا خلال حقبة الرئيس السابق دونالد ترامب على القضايا البيئية بانسحابها، من اتفاقية باريس، والتي عاد لها الرئيس الحالي جو بايدن، ولكن تبقى خطوة الانسحاب إشارة صريحة لحالة من الارتباك الأمريكي تجاه معركة البيئة.
وتعد الصين أحد أكثر الدول التي قررت أن تخوض معركة البيئة، قبل سنوات عدة، عندما وقفت في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها وحملتهم مسئولية ما آلت إليه الأوضاع المناخية في العالم، بسبب الإفراط في استخدام الوقود الأحفورى وطالبتهم بتحمل الجزء الأكبر من مسئولية خفض الانبعاثات الكربونية، لتضع نفسها في صورة "القائد" لمعسكر جديد تشكله الدول النامية، فى الوقت الذى نجحت فيه من تقليل الانبعاثات لديها بصورة مذهلة، تفوقت فيه على العديد من دول الغرب، وذلك بالرغم من أنها كانت أكثر الدول اعتمادا على الفحم قبل سنوات قليلة.
النجاح الصينى تكرر، ليس فقط فيما يتعلق بالموقف من المناخ، ولكن أيضا في أزمة الوباء، فعلى الرغم من خروج الفيروس من أراضيها لينتشر في كل أنحاء العالم، كانت بكين سباقة في احتوائه، بل وقدمت مساعدات كبيرة للعديد من الدول، سواء من معسكرها النامى، أو الدول المتقدمة، التي لم تسعفها إمكاناتها للقضاء على الأزمة، من أجل دعمها في احتوائة.
ولكن نجاح الصين في أزمة كورونا، لم يقتصر على مجرد قدرتها على احتواء الفيروس أو تقديم المساعدات للدول الأخرى، لتقدم نفسها باعتبارها قوى قادرة على المساهمة في حل الأزمات الدولية الكبيرة، ولكنها قدمت نموذجا جديدا في السيطرة على الأزمة، عبر قبضتها الحديدية، لتضع بذور تقويض "الديمقراطية"، التي طالما بشر بها الغرب، ليفرض هيمنته على العالم تحت القيادة الأمريكية.
وهنا يمكننا القول بأن الفرصة أصبحت متاحة أمام الصين، لتضع مفاهيمها، خاصة المتعلقة بالبيئة أو بإدارتها للوباء، من أجل فرض كلمتها، كقوى دولية يمكنها المشاركة بفاعلية في القرار الدولى، في إطار نظام جديد يتمخض عنه العالم في المرحلة الراهنة، لتصبح "البيئوقراطية"، بديلا للديمقراطية.. بينما القيود محلا للحرية لمجابهة الأزمات والأخطار، لتتضح بصورة أو بأخرى جانبا مهما للصراع الدولى الجديد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.