رغم أنى أرفض المزايدات والانجرار وراء الأخبار الكاذبة والمضللة التى عاهدتها من نظام المخلوع الذى أسأل الله أن يدمره تدميرا وأن يخلصنا مما تبقى منه للأبد، إلا أننى أجد نفسى مصدقاً لكل ما يتعلق باستمرار حكم نظام المخلوع فى ظل ما أراه. فلم تكن مصر بمثل هذا السوء من قبل، ولم تكن إدارتها الحاكمة بمثل هذه المراوغة والعند والمراهنة مع تعريض مصر بكاملها للخطر لأجل ماذا لا أدرى. يؤسفنى هنا القول إن كميات الزيف والتضليل التى انهالت علينا من أعلى إلى أسفل لم تمهل الكثير من المصريين الكثير من الوقت للتفكير بشأن المجلس العسكرى أو مجلس الوزراء. ويبدو أن المجلس الأعلى، بل هو المؤكد، لا يفقه شيئاً فى السلطة ولا فى إدارة البلاد ويستعين مع ذلك بنفس مستشارى المخلوع أو عمر سليمان على وجه الخصوص فى إدارة البلاد. مما يجعلنى متأكداً من ذلك هو تحول البلد من سيئ إلى أسوأ وتكرار أسطوانة الأجندات واستمرار سطوة بلطجة مبارك إلى الآن. إن مهمة الحاكمين الآن هى تلويث الثورة وتشويهها ولكنى أطمئنهم بأن الثورة ستنجح أكثر بكشف ألاعيبهم وإنزال أشد العقاب بالعابثين. إن من يحكم مصر الآن لا يعرف ما الذى يحمله المصريون لمبارك من كراهية وبغض. وأنا شخصياً لا أطيقه ولا أطيق كل من عمل معه، وليسامحنى الكبير والصغير فأنا صاحب مبدأ يقول: "صاحب السفاح مجرم"، ولن أحيد. ولأنى أخاف على مصر وعلى مستقبلها وأريد تخليصها من الذين يحكمونها بالحديد والنار ويطلقون أيدى بلطجية المؤسسات القمعية فى استباحة أبنائها وسفك دمائهم بعته وجبن معهودين من كلاب الفرعون السابقين، ولأنى أشفق على الشعب المصرى العظيم الذى عانى من الموت بكل أشكاله، دهساً، حرقاً، غرقاً، قتلاً، قنصا وأخيراً بفقع المرارة. أطالب المجلس الأعلى بالرحيل الآن وتسليم كافة مهامه وصلاحياته لرئاسة الوزراء لحين انتخاب رئيس جمهورية فى إبريل القادم. وأخيراً أوجه رسالة شكر لعلاء عبد الفتاح وأخبره أننى أفتخر به وهو شرف لكل مصرى حر تصدى للمحاكمات العسكرية التى يحاول العسكر فرضها على المدنيين فرضاً. نثق فيك ونرفض كل ما يقال عنك ولا يساورنا شك فى نضالك وحبك للوطن. لا يمكن لنا أن نقبل بإعادة استخدام أدوات القمع المباركية من جديد أو استنساخ غيرها. أقول ما سمعتم والآن فقط يرتاح ضميرى وأكون قد أديت أمانتى وأسأل الله أن يبلغها لكل من يهمه الأمر وكل من يعمل على توصيلها حتى لا يلعننى أولادى لسكوتى على مهازل هذا الزمان، ولمن يحكم مصر الآن أقول: "حسبى الله ونعم الوكيل فيك".