عقدت أمس، الخميس، بورشة الزيتون ندوة لمناقشة ديوان العامية "جلد ميت" للشاعر جمال فتحى، بحضور النقاد الدكتور شريف الجيار وعمر شهريار وأحمد عبد الحميد النجار، وأدار الندوة الناقد أحمد حسن. الدكتور شريف الجيار، قال إن الشاعر استطاع من خلال الذات الشاعرية الموجودة داخل الديوان، أن يخترق المتلقى ويجعل منه كاتبا ومؤلفا ومنغمسا معه فى الحالة الشعرية، وبالتالى هى تجربة كل متلقى يعيش فى هذا العالم. وأضاف أن الديوان يحمل بعداً وجوديا فلسفيا فى المقام الأول ويبحث الأسباب وراء ضياع هذا الإنسان، وكأن جمال يتساءل عن هذا الإنسان القلق المتوتر الممزق هل يستطيع بهذه الشرذمة أن يستمر فى الحياة؟ الجيار اختتم كلامه مشيدا بالتجربة، وقال إن دعوة هذا الديوان بأكمله تكمن فى السطر الأخير منه "محتاج عشان تحيا تتولد أولا"، وإن هذه التجربة تجربة مؤلمة لأنها تمس الإنسان وبالتالى انعكس على اختيار الذات الشاعرة لمعجمها اللفظى. الناقد عمر شهريار قال من جهته، إن العنوان يستدعى فى ذاكرتنا الثقافية "الجلد الحى"، الذى يكون مخفياً تحته، مما يجعلنا أمام العديد من الدلالات داخل هذا الديوان، وقسم عمر الديوان خلال قراءته إلى قسمين، القسم الأول به ذات ميتة متفسخة متوترة، تنزعج تماما عند الشعور بالحياة، والذات الثانية حية تماما وتكاد تسخر من الذات الأولى المنسحقة وفى هذا الجزء يشخص ألم الجلد الميت مشيدا بتجربة الشاعر، وواصفا لها ب"إحدى أهم تجارب قصيدة النثر العامية فى السنوات الأخيرة". فيما أشار الناقد أحمد حسن إلى أن الشاعر فى هذا الديوان يتماشى مع ثقافة الصورة، واستطاع الشاعر التحرك من خلالها مع رؤية تعتمد على ثقافة المشهد واللقطة، ولكن باستخدام عبارات مشحونة بالرؤية والإحساس. بينما قال الناقد أحمد عبد الحميد النجار، إن الشاعر يعتمد فى الديوان على "الحد الأدنى من المجهود اللغوى" بدءا من العناوين التى تتقلص إلى كلمة واحدة وحيادية الوصف والسردية العادية، وإن كانت بعض الكلمات الفصحى بدت مقحمة فى العامية، وأشار إلى أنه بالرغم من نثرية الديوان فإنه لم يخل من الكثير من الأسطر الشعرية الموزونة، ولكن الشاعر لم يضع فى اعتباره ذلك. وأوضح أنه رغم التكرار فى بعض القصائد إلا أنه يتميز بالتكثيف الشديد وإنتاج شعرية مختلفة، ويتكئ الشاعر فى 10 قصائد من 15 قصيدة على ضمير المخاطب، الذى يعكس الذات الشاعر إلى ذات ناظرة ومنظورة فى الوقت نفسه، فى ديوان أزمته فردية بالدرجة الأولى وليست أزمة بإزاء المجتمع، وأنه عندما تكلم عن المجتمع كان يتكلم عن أزمته الفردية.