سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اندلاع بركان الثأر بين الأشراف والعرب والهوارة فى قنا.. قتل واختطاف وتجويع تحت وطأة الحصار.. وتوقف الحياة فى قرى السمطا والأشراف والمعيصرة وأبوحزام.. والأمن خارج نطاق الخدمة
أطلت عادة الثأر البغيضة من جديد بين عائلات وقبائل محافظات قنا الهوارة والأشراف والعرب، بكل قوة، وهو ما يهدد بكارثة أمنية فى المحافظة ستتسع دائرتها لتشمل كل محافظة قنا، فالصراع تفجر بين الأشراف والعرب فى قرى ونجوع السمطا، وحدث اختطاف وتبادل كثيف لإطلاق النار هدد الطريق الزراعى مصر أسوان بالخطر، وانتقل الصراع إلى مركز دشنا بين أبناء قبيلة هوارة البلابيش، متمثلاً فى عائلتى العتامنة وعبدالقادر فى أول أيام العيد، وراح ضحيته شخص وإصابة 7 آخرين بينهم 3 فى حالة خطيرة، ثم انتقل إلى قرية أبو حزام بمركز نجع حمادى حيث اشتبكت عائلتا الهمامية والسعدات، وراح ضحية الاشتباك أكثر من 10 أشخاص. وتوقفت الحياة طوال مسافة أكثر من 60 كيلومترًا، حيث تم إغلاق المدارس، وسط حصار قوى فرضته العائلات على القرى، ومنعت دخول أو خروج أى شخص بجانب المواد الغذائية، وبجانب الانفلات الأمنى الواسع لن تتمكن الأجهزة الأمنية من السيطرة، فى ظل العدد الكبير من القرى والنجوع، وأيضًا العدد والعتاد وصعوبة الطبيعة الجغرافية من جبال وزراعات القصب الكثيفة والخطيرة. والبداية كانت الأزمة التى اندلعت بين قبيلتى الأشراف ممثلة فى قرية «الشويخات» وقبيلة العرب ممثلة فى قرية «السمطا» بعد اتهام الأخيرة بخطف شخصين منها وقيامها بخطف 7 من القبيلة الأولى. وأكد شهود العيان أن شخصين من قرية السمطا واللذين ينتميان إلى عائلة «عويضة» بنجع الجامع كانوا يستقلون سيارة ربع نقل قد توجهوا إلى تجار المخدرات الذين يقطنون الجبال بين طريق قريتى المخادمة والقناوية الصحراوى لشراء كمية من البانجو والحشيش، إلا أن الأهالى عثروا على السيارة التى تقلهم عند مدخل قرية القناوية ولم يعثروا على من كانوا بداخلها. وبعد طول بحث من عائلة «عويضة» عن أبنائهم المخطوفين لم يجدوهم، وبسبب اشتباكات قديمة بين هذه العائلة وبين قرية الشويخات نتيجة اختطاف أحد أبناء الأخيرة ودفعهم فدية 5 آلاف جنيه لإطلاق سراحه اعتقدت السمطا بأن أهالى قرية الشويخات من قاموا بخطف أبنائهم فقرروا الانتقام وقطعوا الطريق الزراعى بين القاهرةأسوان عند مدخل قرية السمطا واحتجزوا 9 من أبناء قبيلة الأشراف بينهم 4 من قرية الشويخات و3 من «عزبة حامد». الأمر الذى أدى إلى قيام الطرفين بتبادل إطلاق الأعيرة النارية عشوائيّا وهو ما أسفر عن إصابة سائح «كندى» يدعى «جون فرانسوا» بطلق نارى نافذ فى الصدر أثناء مروره أمام قرية «السمطا»، وكان يستقل السيارة رقم 227 أجرة الأقصر حينما كان فى طريقه لزيارة معبد أبيدوس بسوهاج، وتم نقله على الفور إلى مستشفى الأقصر الدولى. وفور وصوله إلى المستشفى تم نقله إلى غرفة العمليات وأجريت له عملية جراحية استمرت 5 ساعات ونتج عنها استئصال البنكرياس والطحال، ومازال فى حالة حرجة. وقد نجحت أجهزة الأمن بقيادة اللواء محمد أبو حليمة مدير الأمن فى تحرير 7 رهائن من قبيلة الأشراف ليتبقى 2 آخرون، فيما رفضت السمطا تسليم الباقين للتحفظ عليهم حتى تتم إعادة الرهينتين المنتميتين إليهم من قبضة الأشراف. وفى قرية المعيصرة بمركز دشنا أخذ الصراع بين عائلتى العتامنة وعبدالقادر، والعائلتان تنتميان لقبيلة هوارة البلابيش، منحنى خطيرًا، حيث تفرض عائلة العتامنة حصارًا حديديّا على عائلة عبدالقادر، ومنعت عنهم دخول المأكولات لهم ولمواشيهم، ووضعتهم فى اختيارين، إما الموت جوعًا أو الموت رميًا بالرصاص فى حالة خروجهم من منازلهم، وذلك على أثر اتهام عائلة العتامنة لعائلة عبدالقادر بإطلاق الرصاص على أبنائهم فى اليوم أول من أيام العيد، وأسفر عن مقتل شخص وإصابة 7 من بينهم 3 فى حالة خطيرة. الحصار المفروض على عائلة عبدالقادر منذ الأحد الماضى يأتى وسط غياب تام للأجهزة الأمنية التى لم تستطع الاقتراب من القرية، فى ظل تسلح العائلتين بكل أنواع الأسلحة، من بينها ال «آر بى جى» والقنابل اليدوية، وأسلحة الرشاشات بكل أنواعها، كما فشل كبار قبيلة هوارة فى التدخل وحل هذه الأزمة التى سيستفحل خطرها ويمتد شرار نارها إلى القرى المجاورة من المتعاطفين مع هذه العائلة أو تلك. المفاجأة التى كشفت عنها التحقيقات فى هذه القضية أن جميع المصابين والقتيل كانت إصاباتهم نتيجة إطلاق رصاص إسرائيلى الصنع، وأن هذا الرصاص الذى استخرج من أجساد المصابين والقتيل تم تحريزه لمعرفة من الذى أطلق الرصاص. وفى قرية أبو حزام اندلع الصراع بين أبرز العائلات التى تقطنها منها الهمامية والسعدات، بسبب النزاع على حدود الأراضى، وراح ضحيته العشرات. ووسط هذه الأوضاع المتفجرة والملتهبة الأمن غائب تمامًا ولم يستجب لأى نداءات، مما يهدد بكوارث فى ظل وجود ترسانة من الأسلحة بكل أنواعها.