أرباح إسرائيل وإيران

يحق لإيران أن تمتلك سلاحًا نوويًّا مؤثرًا مادامت تمتلك إسرائيل هذا السلاح دون أى رادع دولى، ويحق لها أن تسخر من الغضب الأمريكى، وأن توجه كل الانتقادات للوكالة الدولية للطاقة الذرية طالما لا تتعامل بالمثل مع إسرائيل.
ومع كل هذا الحق لإيران، أعود إلى ما طرحته قبل يومين حول الربط بين تقرير الوكالة، وما يحدث فى سوريا بمطالب للمعارضة بحماية دولية على حمص، ونسف مبادرة جامعة الدول العربية للحل السياسى، وأشير فى ذلك إلى تعليق موسكو على التقرير، وتأمل هذا التعليق يقودنا إلى أن هناك ما هو مخبأ تحت السطور، وأعنى به الوضع فى سوريا.
قالت موسكو إن تقرير الوكالة يغذى فى الأسابيع الأخيرة التوترات بين القوى العظمى وطهران، وأضافت: «نشعر بخيبة أمل شديدة، وبعدم فهم لتحول التقرير إلى مصدر جديد لتصاعد التوترات حول القضايا المتعلقة بالبرنامج النووى الإيرانى»، وبالرغم مما قالته موسكو فى الظاهر بأنها «لا تفهم تحول التقرير»، إلا أنها وبقدرها الدولى الكبير، المؤكد أنها تفهم سر تحول التقرير إلى درجة رفع حدة التوتر.
ومع هذه الحدة يأتى التهديد الإسرائيلى السافر بأن تل أبيب قادرة على خوض حرب على جميع الجبهات، وهو القول الذى يحمل بداخله رسائل إلى كل الأطراف التى مازالت على عداء معها، وفى مقدمتها حزب الله فى لبنان، وسوريا رغم انشغالها بوضعها الداخلى المأزوم، بالإضافة إلى الرسالة الأهم، وهى توجيه ضربة عسكرية ضد إيران، تدمر منشآتها النووية، وهو ما ذهب إليه صراحة الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز.
وفى المقابل ترد إيران بأنها ستدك إسرائيل بصورايخها، وبمبدأ المعاملة بالمثل، شددت على أن ردها سيشمل المنشآت النووية لإسرائيل التى تجعلها فوق القانون الدولى، ويقودنا كل ذلك إلى أن إسرائيل لديها رغبة محمومة فى تغيير المعادلة الإقليمية، بالشكل الذى يضمن لها الاستمرار فى الجلوس فوق كرسى الهيمنة على المنطقة، فالقضاء على البرنامج النووى الإيرانى يعطيها سطرًا إضافيّا جديدًا فى هذا الضمان، ودخول سوريا تحت مظلة دولية قد تبدأ ب«حمص»، وما قد يترتب على ذلك من فوضى، يعطى سطرًا آخر.
وإذا كان قرار الحرب فى المنطقة هو قرار دولى فى الأساس، والأكثر ترجيحًا أنه لن يتم، ومع ذلك فإن طرفيه الرئيسيين إيران وإسرائيل سيخرجان فائزين، أما الخاسر فسيكون سوريا.