سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ورش الدباغة محرومة من الإجازة فى عيد الأضحى.. ومنافسات ساخنة بين أصحاب الورش لجنى الأرباح.. والعمال: جلود الحيوانات المصرية أفضل من المستوردة.. وقرار وزير الصناعة بوقف التصدير يهدد مستقبل المهنة
حركه لا تهدأ خلال أيام عيد الأضحى المبارك، تملأ المكان بالنشاط والحماس بجوار سور مجرى العيون حيث المدابغ، فسيارات النقل تمر ذهابا وإيابا محمله بالأنواع المختلفة من الجلود، والجميع منشغل بمعركة كسب الرزق فى أيام عيد الأضحى المبارك التى هى أهم مواسم رواج هذه الحرفة. ورغم ما شهده هذا العام من تصاعد نبرة الاحتجاجات العمالية على أصعدة مختلفة، مازال هناك من يعملون فى صمت، ومن هنا رأينا أن نسلط الضوء على واحدة من أهم الصناعات التى لا تزال مصر تتربع فيها على عرش المنافسة العالمية، خاصة أن جلود الحيوانات المصرية أفضل من جلود الحيوانات المستوردة من الهند والسودان. فى البداية قال الحاج محمود شكرى _جلاد _ إنه يعمل فى تلك المهنة منذ حوالى عشرين عاما، حيث يشترى الجلود من "السريحة"، ويبعها للمدابغ، موضحا أن الدباغة الآن تتطلب وقتا طويلا قد يصل إلى 15 يوما لعدم توافر الآلات الحديثة السريعة. وأضاف "فى العيد بنشتغل ليل نهار مباشوفش أسرتى وأروح البيت استحمى وأغير هدومى، وارجع الشغل على طول لأن ده موسم والرزق فيه كتير"، مشيراً إلى أن الجلد البقرى يأتى أفضل أنواع الجلود يليه الجاموسى، مؤكدا أن الأسعار انخفضت عن الأعوام الماضية لعدة أسباب، منها الظروف المادية المتدنية التى يعيشها الشعب المصرى، فضلا عن قرار وزير الصناعة بوقف التصدير. ووسط ضجيج الآلات فى المدبغة والحركات المكوكية للعمال، يتحدث أحمد منعم قائلا: "ننتظر العيد من العام للعام، لأن بيدخلنا مكسب كويس عشان كده بستنى الموسم ده بفارغ من الصبر"، مضيفا أن ضغط الشغل يزداد فى الأسبوع السابق للعيد، ثم نأخذ إجازه طوال أيام العيد ليتولى الجلادون والسريحو العمل طوال أيام العيد على جمع الجلود بمختلف أنواعها، ويضعونها فى المخازن لحين انتهاء إجازة العيد، لتتولى المدبغة بعد ذلك معالجة تلك الجلود. وسرد منعم ل "اليوم السابع" أهم مراحل التعامل مع الجلود، والتى تبدأ بوضعها فى حوض ماء لمدة 24 ساعة، ثم يضاف إلى الماء عدة مواد كيميائية، منها ما يسمى ب "الأجزهوالجير"، ثم يوضع عليه ملح نشادر ويغسل الجلد جيدا، قبل إضافة "الملح والكروم" الذى يعمل على تماسك الجلد، ثم يصبغ إما باللون الأسود أو الأبيض أو الهافان، والتى تصنع من كبد الحوت لكى تضيف الإحساس بمرونة الجلد. وبعد دباغة الجلود – يقول منعم - يتم تصنيفها إلى استخدامات مختلفة، فيدخل جلد الماعز فى صناعة الشنط الحريمى والأحذية، وأخرى تستخدم فى إعداد المفروشات والسجاد والمعاطف. وأضاف حسين عبدالله -عامل فى أحد المعارض: طوال أيام العيد تشهد منطقة سور مجرى العيون إقامة السرادقات الضخمة التى تحوى كما ضخما من شتى أنواع وأشكال الجلود، مستنكرا وقف التصدير قائلا: "منه لله اللى وقف التصدير، لأن العائد من التصدير أعلى بكتير، وكان بيوفر علينا القيام بعملية الدباغة كاملة"، مؤكدا أن الإقبال على الجلود الصناعية المستوردة من الصين أعلى بكتير، وبالتالى صناعة الجلود المحلية مهددة بالفشل والانقراض. واختلف محمد عامل فى مدبغة الجباس مع الرأى السابق، موضحا أن قرار وقف التصدير جاء لصالح العمال، حيث أصبح أصحاب المدابغ فى حاجه لمزيد منهم، لمضاعفة ساعات العمل، وبالتالى تراجعت البطالة لدى كثير من الشباب العاملين بالمهنة، وبالنسبة لأسعار الجلود أكد أن سعر الجلد الضانى 25 جنيها، والجاموسى 200 جنيه، والبقرة الصغيرة 150، والبقرى الكبير والذكر 250 جنيها.