كثفت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا الضغط على طهران، الخميس، قبيل نشر تقرير للأمم المتحدة طال انتظاره الأسبوع القادم، فيما قد يقدم تفاصيل جديدة بشأن الجانب العسكرى للبرنامج النووى الإيرانى. وتشتبه واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون فى أن إيران تطور القدرة على إنتاج أسلحة نووية تحت ستار برنامج للطاقة النووية السلمية، وتنفى إيران أنها تريد قنابل ذرية، وتصر على أن برنامجها يهدف لتوليد الكهرباء. ومن المتوقع أن يكشف تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة معلومات تشير إلى الأبعاد العسكرية للبرنامج النووى الإيرانى، لكن لن يصل إلى حد القول صراحة أن إيران تحاول بناء مثل هذه الأسلحة. وقال الرئيس الأمريكى باراك أوباما للصحفيين قبيل قمة لرؤساء دول مجموعة العشرين فى منتجع كان الفرنسى "أحد (الأمور) التى أريد بصورة خاصة أن أشير إليها هو التهديد المستمر الذى يمثله البرنامج النووى الإيرانى". وأضاف للصحفيين "من المقرر أن تنشر الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا عن برنامج إيران النووى الأسبوع القادم واتفق الرئيس (الفرنسى نيكولا) ساركوزى معى على ضرورة مواصلة الضغط الذى لم يسبق له مثيل على إيران كى تفى بالتزاماتها". وفرضت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبى وحلفاؤهما فى انحاء العالم عقوبات اقتصادية على طهران بسبب رفض وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذى يعتقد الغرب انه يحتل البؤرة فى برنامج ايرانى للقنبلة الذرية. وأشارت الولاياتالمتحدة وإسرائيل مرارا إلى الاستخدام المحتمل للقوة ضد المواقع النووية الإيرانية مما أثار تهديدات بانتقام قوى من الجمهورية الاسلامية. وفرض مجلس الأمن بتأييد من روسيا والصين وهما الدولتان الداعمتان تقليديا لإيران أربع مجموعات من العقوبات التى تزداد صرامة على طهران منذ عام 2006. وردا على تقرير صحفى بأن بريطانيا تعزز خطط الطوارئ العسكرية وسط قلق متصاعد بشأن إيران قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أمس الأربعاء، إن لندن تبقى كل الخيارات مفتوحة بما فى ذلك إمكانية العمل العسكرى. وقال المتحدث "نريد حلا قائما على التفاوض لكن كافة الخيارات يجب أن تكون مطروحة على الطاولة". وقال التقرير الذى نشرته صحيفة الجارديان دون أن تنسبه إلى مصدر إن وزارة الدفاع البريطانية تعتقد، إن الولاياتالمتحدة قد تسرع الخطط لتوجيه ضربات صاروخية إلى بعض المنشآت الرئيسية الإيرانية. ونقل التقرير عن مسئولين بريطانيين قولهم، إن واشنطن ستطلب مساعدة عسكرية من بريطانيا لأى مهمة وستحصل على تلك المساعدة. ووصف دبلوماسيون فى نيويورك ومسئولون حكوميون فى أماكن أخرى تقرير الجارديان بأنه مبالغ فيه، وأضافوا أنه من المرجح أن تستخدم إسرائيل القوة العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية وليس الولاياتالمتحدة المتورطة بالفعل فى صراعات فى العراق وأفغانستان. ويأتى الضغط على إيران بعد أسابيع من اتهام الولاياتالمتحدةلطهران بالتآمر لقتل السفير السعودى لدى واشنطن وهو زعم تنفيه إيران. وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، أن إدارة أوباما لا تغلق الباب أمام أى خيارات فى التعامل مع البرنامج النووى لطهران. وقالت "قلنا مرات كثيرة فى الأسابيع والشهور الماضية إننا لا نسعى لمواجهة عسكرية مع إيران". وأضافت نولاند للصحفيين فى واشنطن "ومع ذلك فسنستخدم كل الوسائل المتاحة لدينا لنواصل محاولة زيادة الضغط الدولى على إيران للوفاء بالتزاماتها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولكشف الحقيقة بشأن برنامجها النووى". وقال وزير الخارجية الإيرانى على أكبر صالحى للصحفيين فى مدينة بنغازى الليبية، إن واشنطن يجب أن تتجنب اتخاذ خطوات عنيفة تجاه إيران. وأضاف: "نأمل أن يفكروا مرتين قبل أن يضعوا أنفسهم على مسار صدام مع إيران". وأكد دبلوماسيون فى نيويورك التزام الغرب باستراتيجية ذات مسارين أولهما مفاوضات تهدف لحل المواجهة النووية لإيران مع الغرب التى مضى عليها ما يقرب من عقد، والثانى هو التهديد بمزيد من العقوبات إذا رفضت التعاون.