وراء كل باب حكاية, وقديما قالوا الخلافات فى الزواج مثل الملح فى الطعام، لكن بشرط أن يشترك الطرفان فى حل المشكلة كما اشتركا فى التسبب فيها, وينبغى أن نضع خطا بقلم سميك تحت قاعدة أن استمرار الزواج ليس مؤشرا على نجاحه وتوفيقه، فإذا كان الطريق إلى الزواج صعبا وعسيرا ومليئا بالعقبات، فإن طريق الخروج منه ليس بالصعوبة نفسها، فالطلاق مجرد كلمة يلفظها الزوج وتساعد عليها الزوجة لينتهى كل شىء، والطريق إلى الطلاق يبدأ بالنقد الهدام، وقبل النهاية بقليل نجد فقد الحوار وانتهاء الكلمات, بعدها أنت أمام مفترق طرق، إما الإصلاح جدياً وإما الافتراق نهائيا. فهل أصبح الطلاق فى مصر هو الحل الأسهل لأى مشكلة تحدث بين الزوجين؟ لدرجة انه أصبح حالة طبيعية يعيشها معظم المصريين، ويتقبلونها بصدر رحب ويفتحون الأبواب لإنجازها، بدلاً من بذل الجهد لإنجاح العلاقات الزوجية والحفاظ على الأسر؟ والإحصاءات المزعجة تتحدث، فالجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أجرى إحصائية أثبتت ارتفاع نسبة الطلاق خلال ال50 سنة الماضية من 7 % من عدد المتزوجين إلى 40 % منهم، وأن واقعة طلاق تحدث فى مصر كل 6 دقائق بواقع 240 حالة طلاق يوميا، وأن مصر بها 2 ونصف مليون مطلقة، النسبة الأكبر منهن من المتزوجات حديثا (أى أقل من 3 أعوام)، وأن 52 % من حالات الطلاق تقع بين أزواج متوسط أعمارهم من 20 - 25 سنة، كما أن 33 % من حالات الزواج فى القاهرة تنتهى بالطلاق. بورسعيد هى أعلى محافظات مصر من حيث نسبة الطلاق، ثم الإسماعيلية ثم السويس ثم القاهرة. الدكتورة هبة ياسين إخصائية الإرشاد الزواجى أجرت استطلاع رأى على عينة عشوائية من المتزوجين وعلى أخرى من الشباب غير المتزوجين، دون تحديد للجنس أو السن أو المستوى الاجتماعى أو المادى، وخرجت بمجموعة من النتائج المثيرة والحقائق المهمة والتوصيات المفيدة للشباب المقبل على الزواج وللأسر التى تقف على حافة الانهيار. هل «الشباب خايف يتجوز»؟ الدكتورة هبة أشارت إلى أن الإجابات جاءت على ألسنة نسبة لا يستهان بها ب«نعم» وكانت الأسباب بالترتيب: الخوف من المسئولية، الخوف من الفشل، كثرة السماع عن مشاكل الزواج، ارتفاع معدلات الطلاق، الخوف من المجهول، الخوف من عدم التوافق، الخوف من عدم استمرار الحب. المتجوزين.. بيتخانقوا ليه؟ السبب الأول وبلا منازع هو اختلاف الطبع بنسبة 30 % بين الزوجين، بينما اشترك فى المركز الثانى 3 أسباب بنفس النسبة وهى 18 % لكل منها, وهى الماديات، وتربية الأولاد، والعلاقات الاجتماعية بالآخرين، والتى يندرج تحتها العلاقة بالأهل والمعارف والأصدقاء وزملاء العمل وما إلى ذلك، ثم جاءت «العيوب الشخصية» فى المركز الرابع تلاها ثلاثة أسباب أيضا فى المركز الخامس، وهى «العمل», «العلاقة الحميمة», «تزييف بعض الحقائق بعد الزواج عما قبله»، وفى المركز السادس جاء «تغير أحد الزوجين بعد الزواج»، وبعده جاء «تدخل الأهل فى الحياة الزوجية» وأخيرا «الإنجاب»، بالإضافة إلى بعض الأسباب الأخرى مثل الخلاف حول التدخين, نظافة البيت, النقد المستمر، تعصب الرأى، أما أغرب الإجابات فكانت الخلاف بسبب الاستعانة بالدجالين.