ما أكثرها أموال قارون وما أثقلها مفاتيحه التى تنوء بحملها العصبة أولى القوة، وما أوسع مخازنه المملوءة بالذهب والفضة وكل ما لمع وبرق ولكن أين هى؟ هل لها أثراً؟ أين هو؟ هل مازال عقله وقلبه ينبض بالحياة؟!!. وما أعظمه ملك سليمان وما أعظمها تلك القدرة الإلهية التى حباها الله تعالى لسليمان كى يكلم الطير ويعاقب الجن ويأمر الريح، فهل مر على تاريخ البشر مثل ملك بن داوود.. فأين ذهب هو وملكه؟ فيا نساء العرب ويا نساء الخليج أعلموا أن المال زائف زائل والذهب لابد متآكل، والفضة سيجىء يوم يسود فيه لونها، والنفط قرب أن ينفذ، وعندها لن ينفع اللوم ولن يفيد الأنين ولن تجدى الحسرة ولن تبقى سوى نفوس مقهورة وأعداء شامتة متربصة. عزيزى القارئ مقدمة طويلة مملة ولكى أحمل مشاعر أردت أن أنقلها لك بعدما شق قلبى نصفين أولها مملوك بالألم بعدما قرأت خبراً بموقع "اليوم السابع" يقوم أن سيده إماراتية اشترت ثوباً بمبلغ مليون ومائتين ألف درهم مرصعاً بالذهب والألماس والقماش من الحرير النادر وما زاد ألمى أن الثوب كان مقدراً فى دار العرض اللبنانية بمبلغ مليون وخمسمائة ألف درهم، ولكن السيدة للأسف لم يكن معها المبلغ كاملاً، فطلبت نزع بعض الألماس بقيمة 300 ألف درهم حتى تستطيع أن تشترى الثوب. ما رأيك عزيزى القارئ أليس من الواجب علينا أن ننادى فى البلاد والأمصار كى نجمع لها الأموال كى تستعيد ما نزع من الثوب من جواهر!!! ولتموت نساء فلسطين ومصر والصومال والسودان وأفغانستان، كمداً وقهراً وغيظاً حتى نشترى الثوب للأميرة المسكينة.. حقاً إنه عالم عجيب، أعتقد أن السيدة العربية عاشت تماماً مثل مارى انطوانيت التى لم تسمع يوماً أنين شعبها وكانت تعيش فى النعيم بينما الشعب يسير حافياً عارياً لا يجد القوت.. ويوم أن قامت الثورة ضد زوجها قالت إن لم يجدوا الخبز فلماذا لا يأكلون البيتى فور. وأسأل الأميرة العربية أين ذهبت مارى انطوانيت وأين ستذهبين أنت؟ ألم تسمعى سيدتى عن مجاعات الشعوب العربية والإسلامية وشعوب إفريقيا ألم تأخذك بهم شفقة أو رحمة؟ ألم تسألى نفسك سؤلاً واحداً كم يكفى ثمن هذا الثوب من الجائعين والعرايا والمرضى وطالبى الزواج؟. سيدتى الأميرة يجب أن تفهمى أن النفط لن يدوم طويلاً وعندها لن يدوم سوى الندم. عزيزى القارئ كان هذا هو الشق الأول من قلبى أما الآخر فمملوء بالسعادة يدور بأركانه الأمل بعد ما قرأت أيضاً أن الثائرة اليمنية توكل كرمان الفائزة بجائزة نوبل للسلام تلك الفقيرة الشجاعة التى تحيا من أجل رفعة وطنها وإنقاذه من براثن الفاسدين الظالمين الطغاة قررت أن تتبرع بقيمة جائزة نوبل لخزانة بلادها اليمن كى يأكل الفقراء وتقام المشاريع، وكان هذا هو سر فرحة نصف قلبى الآخر. نعم فعلتها كرمان وحصلت على الجائزة ولم تطمع بها وهى أحوج الناس إليها.. نعم فعلها الفاسدون وسرقوا القوت والدواء وتركوا شعوبهم جائعة مريضة، نعم فعلها أثرياء العرب واشتروا كل الحلى وكل الجواهر وكل الحرير ولم يتركوا حتى الملابس الداخلية للاعبات التنس حتى اقتنوها جميعها .. نعم هذه هى الدنيا، ولكن الآخرة خير وأبقى وعندها سيكون الحساب من جنس العمل.. فأفيقوا يا عرب، فالنفط أبدا لن يدوم.