اتهم وزير العدل الأمريكى أريك هولدر أمس الثلاثاء، إيرانيين اثنين بمحاولة اغتيال السفير السعودى بواشنطن عادل الجبير، فى إطار "مؤامرة خططت لها ونظمتها وأدارتها" إيران. وأعلن هولدر فى مؤتمر صحفى أن منصور عرببسيار وغلام شاكورى متهمان بالمشاركة فى هذه المؤامرة "بقيادة عناصر فى الحكومة الإيرانية". وأشار مسئول فى البيت الأبيض إلى أنه تم إبلاغ الرئيس الأمريكى باراك أوباما منذ يونيو بوجود مخطط تقف إيران وراءه لاغتيال السفير السعودى فى الولاياتالمتحدة. ومن جانبها، نفت إيران اليوم الاتهامات الأمريكية بضلوع طهران فى مخطط لاغتيال سفير السعودية لدى واشنطن، ووصفت هذه المزاعم بأنها "سيناريو جديد مناهض لإيران". ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن مصدر مسئول قوله، إن الاتهامات تهدف إلى إظهار حكومة طهران على أنها المصدر الرئيسى الذى أعطى الأمر الخاص بمحاولة الاغتيال. ومن جهة أخرى، وصفت وكالة مهر الإيرانية للأنباء الاتهامات بأنها "سخيفة"، قائلة: "الولاياتالمتحدة بدأت جولة جديدة من الحرب النفسية ضد إيران لتحويل الرأى العام العالمى لكن التهم سخيفة فعلاً". وفى أول رد فعل على الاتهامات الأمريكية، قالت الوكالة، إن الجزء الأكثر سخافة فى الاتهامات هو الربط بين شخص إيرانى جرى اعتقاله والحكومة الإيرانية. ومن جانبها، اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون المخطط الإيرانى لاستئجار عصابة مخدرات مكسيكية لاغتيال السفير السعودى، يعتبر تجاوزا للحدود وتماديا من الحكومة الإيرانية فى دعم الإرهاب ومن شأن ذلك أن يؤدى إلى مزيد من العزلة لإيران. وأعلنت كلينتون أن واشنطن تريد إجراء مشاورات مع حلفائها للبحث عن وسائل لزيادة عزلة إيران، مضيفة أن الإدارة الأمريكية ترغب فى توجيه رسالة قوية مفادها أن هذا النوع من الأعمال يجب أن يتوقف، معتبرة أن إحباط المخطط الذى اتهم إيرانيان بالتورط فيه يعد نجاحا باهرا لقوات الأمن الأمريكية. وذكرت وسائل إعلام أمريكية اليوم، الأربعاء، أن الرد الأمريكى قد يتضمن فرض عقوبات جديدة على طهران.وأوضح مسئولون أمريكيون أن الإدارة سوف تضغط فى سبيل فرض عقوبات دولية جديدة، وعلى الدول المنفردة أيضا كى توسع من عقوباتها ضد إيران بناء على مزاعم بأن عملاء إيرانيين حاولوا تجنيد عضو مزعوم فى عصابة مخدرات مكسيكية لقتل المبعوث السعودى على الأراضى الأمريكية. وأبلغت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون الأسوشيتد برس فى مقابلة أمس الثلاثاء، بأن "هذا فى الواقع، فى أذهان الكثير من الدبلوماسيين ومسئولى الحكومة، يتجاوز خطأ يتعين أن تحاسب إيران عليه". وقالت إنها والرئيس باراك أوباما يريدان "تجنيد المزيد من الدول للعمل معا ضد التهديد الذى يزداد وضوحا" من إيران. وأوضحت كلينتون ومسئولون أمريكيون آخرون أن المؤامرة المزعومة هى خرق فاضح للقانون الدولى، وتقدم مزيدا من الأدلة على أن إيران هى أكبر دولة راعية للإرهاب فى العالم، وهو الوصف الذى وصمت به الإدارة الأمريكية حكومة إيران لعقود. وأشارت كلينتون بعد وقت قصير من اتهام مدعين أمريكيين لعميلين إيرانيين مشتبه بهما بمحاولة قتل السفير السعودى عادل الجبير إن "الفكرة كانت أن يحاولوا استئجار عصابة مخدرات مكسيكية لقتل السفير السعودى، لا يمكن لأحد أن يختلق ذلك، صحيح؟"، وكان تقضى الخطة المزعومة بتنفيذ عملية الاغتيال بهجوم بقنبلة أثناء تناول الجبير العشاء فى مطعمه المفضل.