كنت أتصور أن تكون جماعة الإخوان فى مقدمة الصفوف خلال جمعة 30 سبتمبر كفرًا ب«الطوارئ»، الذى اكتوت به الجماعة عبر ثلاثين عامًا، وكفرًا بالمحاكمات العسكرية التى قطعت رقاب الكبار داخل مجلس شورى الإخوان، وكفرًا بالإعلانات الدستورية السرية الصادرة عن المجلس العسكرى، وكفرًا بعناصر الحزب الوطنى التى تستعد للانقضاض على البرلمان المقبل تحت راية النظام الفردى، وكفرًا بحالة الانقسام التى تسيطر على الساحة السياسية، لكن الإخوان كانوا أول من كفر بجمعة 30 سبتمبر، وآمنوا فقط بالمصلحة العليا للجماعة وترتيباتها السياسية الخاصة. أسأل فقط: هل نحارب من أجل القيم الأساسية للحرية، أم من أجل المقاعد وحسابات السلطة بين الأحزاب والمجلس العسكرى؟ لا يجوز أن نؤمن بنصف الحرية ونكفر بالنصف الآخر، ولا فائدة إن ربحت قوى سياسية واحدة أغلبية البرلمان، وخسرت معركة الطوارئ، ومعركة عسكرة الدولة. والله أعلم