قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اليوم الاثنين إن مشروع التعديلات الدستورية الذي سيعرض على الشعب في استفتاء عام يجرى في الأول من نوفمبر المقبل يهدف الى ترسيخ القيم الحضارية للجزائر وتحقيق رسالة الشهداء وإرساء دولة العدل والقانون التي نادى بها الحراك الشعبي. وقال تبون في رسالته للمشاركين في الأسبوع الوطني للقرآن الكريم والتي تلاها نيابة عنه وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي "إن قيمنا الحضارية مستنبطة من هدي القرآن الكريم ومعبرة عن الوفاء لرسالة الشهداء ولتاريخنا الوطني".
وأشار إلى أن المبادرة التي تأسس بموجبها اليوم الوطني للذاكرة والحرص على إطلاق قناة تلفزيونية تعنى بالتاريخ هو تأكيد على نهج وطني لا يقبل الجدل في المسار الصادق والعازم على المضي بالجزائر إلى الأهداف النبيلة التي ضحى من أجلها الشهداء.
وقال "إن ذلك هو ما نسعى إلى تعزيزه وتكريسه من خلال التعديل الدستوري الذي سيمكن من إرساء دولة العدل والقانون التي نادى بها الحراك المبارك الأصيل".
وأضاف تبون أن "إرساء دعائم الإصلاح من الضمانات الأساسية لبعث الطاقات الكامنة في المجتمع وتفجيرها، والإصلاح الذي ننشده هو الذي يرسي بيئة صالحة جاذبة لكل الإمكانيات التي تزخر بها بلادنا، في ظل العدل والحرية وفي أجواء الأمن والسلام".
وأكد الرئيس الجزائري تمسكه بمنهج الإصلاح الذي وصفه بأنه ضروري، مشيرا إلى أنه تعهد بذلك لحماية البلاد من الفساد ومحاربته وتجفيف منابعه وإيقاف أسبابه، مشددا على أن الفساد خيانة للأمانة وللوطن.
وأشار إلى أن كل مؤسسات الدولة مدعوة للمساهمة في ترقية المنظومة الأخلاقية والحرص على ضبط الحياة العامة، مضيفا "هذا ما التزمت به وسنسعى بعون الله جميعا لتحقيقه".
وأشار إلى أن تعاليم الإسلام السمحة باعثة للطاقات الفعالة التي بنيت عليها الحضارة الإسلامية التي سادت العالم لأكثر من عشرة قرون من التاريخ الإنساني، مؤكدا حاجة المجتمع اليوم إلى هدي القرآن الكريم، وفي التزود بالطاقة الروحية التي تدعو إلى الحياة وتحث على ترقيتها والاستثمار في ميادينها وتذكر الناس أيضا بالحياة الخالدة في الآخرة.
وأشاد تبون بدور علماء الجزائر من مختلف التخصصات خلال أزمة كورونا، مؤكدا أنهم كانوا في طليعة من وقف مع أبناء المجتمع لمواجهة هذه الجائحة. وقال "إن هذه الطاقات الخلاقة في ربوع الوطن ستنجح في مواجهة التحديات وتحقق ما نستشرفه لوطننا الغالي من رخاء وازدهار وتنمية شاملة ومستديمة".
