أولى ندوات مهرجان القاهرة للإعلام العربى دارت حول دور الإذاعة كوسيلة إعلامية أمام التطور الهائل فى مجال الاتصالات والإعلام المرئى، شارك فى الندوة نبيل غصن مدير البرامج فى الإذاعة اللبنانية، وعادل اليازجى الإعلامى السورى، وحسام السكرى رئيس شبكة الBBC العربية، وطارق أبو السعود مدير البرامج بإذاعة "نجوم إف.إم". أدار الندوة الإذاعى صالح مهران، الذى بدأ الحديث عن العمل الإذاعى الذى يرجع تاريخه إلى نحو مائة عام منذ عام 1901 مع أول إشارة كهربائية، ثم بعد ذلك انتقلت وتوالت الإذاعات فى التقدم، ثم حدثت تطورات كثيرة وتكنولوجيا هائلة خلال المائة عام الماضية. إلى أن تقلص دور الإذاعة. أشار نبيل غصن إلى أن الإذاعى فى االبدايات الأولى للإذاعة لم يكن يتواصل هاتفيا مع المستمعين كما هو الحاصل الآن، لذلك كان يفرض ذوقه وأسلوبه وكلامه على المستمع حتى لو كان سخيفا، ولا يحاورهم بشكل مباشر أو يعرض لقضاياهم على المسئولين، ولكن بعد التطور الذى طرأ على الإذاعة أصبحت أكثر تواصلا وديناميكية فى حل مشاكل الناس ومن الناحية السياسية، فقد باتت الإذاعة تعرض العديد من القضايا لم يكن مسموح بها من قبل. عادل يزجى من سوريا تحدث عن مستقبل الإذاعة وما يجب عمله من أجل الحفاظ على دور الإذاعة، وأوضح أن لغة الإعلام تتغير بشكل كبير وأكثر سرعة، والإذاعة تنافس ثورة كبيرة للإعلام المرئى بينما لم ينلها أى تطوير يلائم العصر، فالإعلام الإذاعى لم يعد منتشراً كما كان من قبل". من جهته، أشار حسام السكرى إلى أن المتلقى أصبح هو معيار النجاح لأى وسيلة إعلامية مهما حدث من تطور إعلامى لأى وسيلة فهو المتحكم فى انتشار الوسيلة التى تنجح فى تزويده بالمعلومة التى يريد الحصول عليها من أى وسيلة متاحة، سواء كانت مرئية أو سمعية، والمتلقى أمامه مئات النوافذ الإعلامية وليس لديه كل الوقت لمتابعتها جميعا لذلك فالوسيلة الأسرع والأصدق هى التى ستفوز به. اختلف طارق أبو السعود مع جميع الحضور فى رأى بدى غريبا حين قال "إن الإذاعة أصبحت أهم من التلفزيون باعتبار أنها تكون متاحة للجمهور فى أى وقت وفى كل الأماكن، وليس فى البيت فقط أو فى مكان محدد مثل التلفاز، كما أنها غير مكلفة وبسيطة بطبيعتها"، مضيفاً أنه من أجل ذلك لابد من اختيار كوادر إعلامية قوية، وبنية متطورة، وكذلك ضرورة استخدام الألفاظ السهلة من أجل الوصول للجماهير فى الشارع. أصبحت الندوة أكثر سخونة عندما بدأت إيناس جوهر مداخلتها بأنها ترفض فكرة تفضيل المتلقى الاستماع للإذاعات "البسيطة" (ذات المضامين الخفيفة) فقط مثل ال "إف.إم"- وهى المعروفة بموقفها المتشدد تجاه إذاعة نجوم إف. إم وأكدت أن الإذاعة هدفها الأول هو إيجاد خبر يحتاج إلى الانتشار يصل إلى المستمع لتنويره، فهو لا يريد أن يستمع إلى أغانى فقط ، وكى لا تفسد عقلية المشاهد. وحول ما إذا كانت الإذاعة بالفعل تعيش عالما متغيرا، وطبيعة البث ونقل الموجات، وطبيعة طرح الأفكار، قال عبد اللطيف، رئيس قطاع الأخبار، إن هناك صياغات كثيرة لمختلف الإذاعات، فإذاعة ال"إف.إم" رغم أنها علامة فى إذاعات الأغانى إلاّ أنها تكاد تكون علامة للصراعات فى بلاد أخرى. ومن هنا، هل ينبغى أن نتحدث مع المستمع بنفس الصياغة، أم نتحدث معه بشئ من البساطة؟ وفى تعزيز لمعيار سرعة نقل الخبر فى قياس جودة العمل الإعلامى، أشارت جوهر إلى حريق مجلس الشورى الذى كانت الهواتف النقالة فيه هى وسيلة الاتصال، لأنها كانت الوسيلة الأسرع فى نقل الحوارات مع المسئولين قبل نقلها على الهواء مباشرة، سواء عن طريق التلفزيون أو الإذاعة. وأضافت أن تجربة ال"إف.إم" كانت ناجحة للغاية، وأنها تستمع إليها بشكل شخصى لتتعرف منها على كيفية المنافسة وليس للتشابه معها (باعتبار أنها رئيس إذاعة). وفى النهاية أوصى الإذاعى صالح مهران بعمل ورش وحلقات عن كيفية رفع مستوى الإذاعة ودراسة اختفاء الجاذبية من بعض برامجها.