دافع الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد أمس، الجمعة، من نيويورك عن الانفصاليين الأوروبيين، معتبرًا خصوصًا أن سكان بلاد الغال وإقليم الباسك وجزيرة كورسيكا هم ضحايا "تمييز" من جانب الحكومات الغربية ومجلس الأمن الدولى. وغداة خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذى قاطعه الغربيون، عقد أحمدى نجاد مؤتمرا صحفيا رأى فيه أن هذه الدول الغربية نفسها أظهرت عجزها عن إدارة "الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والمالية". وهاجم مجلس الأمن الدولى الذى دعم فى رأيه استقلال جنوب السودان ورفض اتخاذ موقف حيال الانفصاليين الأوروبيين. وإذ تطرق إلى الاحتياطات النفطية فى جنوب السودان، اعتبر الرئيس الإيرانى أن الحكومات الغربية "دعمت فى شكل جدى الاستفتاء الذى هدف إلى تقسيم الشعب السودانى، بحجة أن الأمر يتعلق هنا بحق الشعوب". وتدارك "ولكن منذ أعوام عدة يتقاتل الأيرلنديون ويتقاتل الاسكتلنديون ويتقاتل سكان بلاد الغال وسكان كورسيكا فى فرنسا (وكذلك) حركة الباسك فى أسبانيا". وأضاف أنه رغم ذلك، لا مجلس الأمن ولا الحكومات الغربية "تسمح بلفظ كلمة (استفتاء) فى ما يتعلق بالمناطق التى ذكرتها. إذا، ثمة هنا تمييز بالغ الوضوح". كما دعا نجاد أمس، الجمعة، من نيويورك القوات البحرية التابعة للحلف الأطلسى إلى الانسحاب من الخليج، معتبرا أنها تشكل تهديدا للأمن فى المنطقة. وسئل الرئيس الإيرانى خلال مؤتمر صحفى على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة عن إمكان اندلاع نزاع فى الخليج، فأجاب أن "أى إجراء من شأنه تجنب المواجهات والنزاعات المحتملة مرحب به.. ولا أعتقد أن من الضرورى الوصول إلى مواجهة". لكنه تدارك أمام الصحفيين "أعتقد أن الحل الأفضل لهذه المشكلة على المدى البعيد هو أن تنسحب القوات الأجنبية من الخليج الفارسى.. لا تحتاج قوات الأطلسى إلى أن تكون فى الخليج الفارسى". وعززت السفن الأمريكية والأوروبية وجودها خلال الأعوام الأخيرة فى الخليج.. وفى هذا السياق، تملك الولاياتالمتحدة قاعدة بحرية فى البحرين إضافة إلى قاعدة أخرى فى أبو ظبى على بعد حوالى 250 كلم من السواحل الإيرانية.. وأضاف أحمدى نجاد أن "دول المنطقة فى إمكانها ضمان أمنها بنفسها". وتابع "أستطيع أن أقول لكم اليوم فى شكل حازم جدا إنه إذا غادر الحلف الأطلسى (القوات الأمريكية والبريطانية) الخليج الفارسى وبحر عمان، فان إيران ستسهر على أمن المنطقة".