منى أحمد تكتب: سيناء.. أرض التضحيات    موعد صرف الدعم السكني لشهر أبريل الحالي 2024 وكيفية التسجيل    التموين: استوردنا شحنات من السكر لحقيق الاكتفاء الذاتي وضبط الأسعار في الأسواق|فيديو    القاهرة .. منفذ لبيع السلع الأساسية بمدينة السلام أول لخدمة سكان أهالينا 1 و2    جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف شرق رفح الفلسطينية    ما أهمية بيت حانون وما دلالة استمرار عمليات جيش الاحتلال فيها؟.. فيديو    رئيس هيئة الاستعلامات: القيادة المصرية أكدت أن اجتياح رفح الفلسطينية سيؤدي إلى مذابح    صلاح يفاجئ الجميع بطلب غير متوقع قبل الرحيل عن ليفربول.. هل يتحقق؟    موعد انتهاء الموجة الحارة التي تضرب البلاد..تحذيرات من الأرصاد بالتعرض لأشعة الشمس المباشرة    تعرف على طرق وكيفية التسجيل في كنترول الثانوية العامة 2024 بالكويت    "تنشيط السياحة" توضح أسباب إلغاء حفل "كاني ويست" في منطقة الأهرامات    هبة من الله.. المناطق السياحية في سيناء «عالمية بامتياز»    وزيرة الثقافة ومحافظ شمال سيناء يشهدان احتفالية تحرير أرض الفيروز بقصر ثقافة العريش    نائب سفير ألمانيا بالقاهرة يؤكد اهتمام بلاده بدعم السياحة في أسوان    كفر الشيخ الخامسة على مستوى الجمهورية في تقييم القوافل العلاجية ضمن حياة كريمة    "مفيش أهم منها"|أحمد موسى يطالب بحضور 70 ألف مشجع مباراة بوركينا فاسو..فيديو    مدرب جيرونا يقترب من قيادة «عملاق إنجلترا»    غياب نجم ليفربول لمدة أسبوعين بسبب الإصابة    اتصالات النواب: تشكيل لجان مع المحليات لتحسين كفاءة الخدمات    «الزعيم الصغنن».. محمد إمام يستقبل مولودا جديدا    أمين الفتوى: "اللى يزوغ من الشغل" لا بركة فى ماله    دعوة أربعين غريبًا مستجابة.. تعرف على حقيقة المقولة المنتشرة بين الناس    "سياحة النواب" تصدر روشتة علاجية للقضاء على سماسرة الحج والعمرة    جامعة المنوفية توقع بروتوكول تعاون مع الهيئة القومية للاعتماد والرقابة الصحية    عادات خاطئة في الموجة الحارة.. احذرها لتجنب مخاطرها    وداعًا حر الصيف..طريقة عمل آيس كريم البرتقال سهل وسريع بأبسط المقادير    شاب يقتل والده بسبب إدمانه للمخدرات.. وقرار من النيابة    الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضيه    دياب يكشف عن شخصيته بفيلم السرب»    مقتل وإصابة 8 مواطنين في غارة إسرائيلية على منزل ببلدة حانين جنوب لبنان    «قضايا الدولة» تشارك في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بالعاصمة الإدارية    «بروميتيون تاير إيجيبت» راعٍ جديد للنادي الأهلي لمدة ثلاث سنوات    يد – الزمالك يفوز على الأبيار الجزائري ويتأهل لنصف نهائي كأس الكؤوس    عمال سوريا: 25 شركة خرجت من سوق العمل بسبب الإرهاب والدمار    أبو عبيدة: الرد الإيراني على إسرائيل وضع قواعد جديدة ورسخ معادلات مهمة    إنفوجراف.. مراحل استرداد سيناء    «التعليم العالي» تغلق كيانًا وهميًا بمنطقة المهندسين في الجيزة    بائع خضار يقتل زميله بسبب الخلاف على مكان البيع في سوق شبين القناطر    القومي للكبد: الفيروسات المعوية متحورة وتصيب أكثر من مليار نسمة عالميا سنويا (فيديو)    اللعبة الاخيرة.. مصرع طفلة سقطت من الطابق الرابع في أكتوبر    عضو ب«التحالف الوطني»: 167 قاطرة محملة بأكثر 2985 طن مساعدات لدعم الفلسطينيين    السياحة: زيادة أعداد السائحين الصينيين في 2023 بنسبة 254% مقارنة ب2022    11 معلومة مهمة من التعليم للطلاب بشأن اختبار "TOFAS".. اعرف التفاصيل    محافظ كفرالشيخ يتفقد أعمال التطوير بإدارات الديوان العام    غدا.. اجتماع مشترك بين نقابة الصحفيين والمهن التمثيلية    مجلس الوزراء: الأحد والإثنين 5 و6 مايو إجازة رسمية بمناسبة عيدي العمال وشم النسيم    خلال الاستعدادات لعرض عسكري.. مقتل 10 أشخاص جراء اصطدام مروحيتين ماليزيتين| فيديو    إحالة شخصين للجنايات بتهمة الشروع في قتل شاب وسرقة سيارته بالسلام    وزير الأوقاف من الرياض: نرفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته    محافظ قنا يستقبل 14 مواطنا من ذوي الهمم لتسليمهم أطراف صناعية    رسميا .. 4 أيام إجازة للموظفين| تعرف عليها    افتتاح الملتقى العلمي الثاني حول العلوم التطبيقية الحديثة ودورها في التنمية    عربية النواب: اكتشاف مقابر جماعية بغزة وصمة عار على جبين المجتمع الدولى    بدأ جولته بلقاء محافظ شمال سيناء.. وزير الرياضة: الدولة مهتمة بالاستثمار في الشباب    أسعار الأسمنت اليوم الثلاثاء 23 - 4 - 2024 في الأسواق    الإفتاء: لا يحق للزوج أو الزوجة التفتيش فى الموبايل الخاص    "بأقل التكاليف"...أفضل الاماكن للخروج في شم النسيم 2024    دعاء في جوف الليل: اللهم اجمع على الهدى أمرنا وألّف بين قلوبنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عرض سيد درويش.. النية الطيبة لا تكفى
نشر في اليوم السابع يوم 18 - 09 - 2020

تناول الشخصيات التاريخية سواء أكانت فنية أو سياسية أو دينية، أمر مربك، ومثير للتساؤلات الفنية، إذ كيف لا يقع المبدع في فخ التحيز أو"التسطيح"، وكيف سينتصر للأدوات الفنية على صوت العشوائية وغياب الموضوعية الطاغي؟ ولعل هذا أول ما دار في ذهني عند مشاهدتي العرض المسرحي «سيد درويش» بطولة النجم محمد عادل والنجمة لقاء سويدان، الذي يعرض حاليا على مسرح البالون بالعجوزة.

عرض "سيد درويش" دراما استعراضية تقدم السيرة الذاتية لفنان الشعب سيد درويش، وتدور أحداثه حول المحطات الهامة في حياته ومواقفه الوطنية، وكذلك إسهاماته الفنية التى أثرى بها الفن، وأهم المتغيرات التى أدخلها الفن، والنقلة النوعية للموسيقي العربية والتعبير عن فئات كثيرة من المجتمع ومشاكل الطبقات المهمشة.

وهو من بطولة، لقاء محمد عادل، لقاء سويدان، رشا سامي، شريف عبد الوهاب، سيد جبر، محمد عنتر، ماهر عبيد، يوسف عبيد، سعيد ‏البارودي، محمد الشربيني، سمير الجوكر، هالة الصباح، عاطف سعيد، عماد عبد المجيد، سامي عوض الله، جمال ترك، أشرف عبد ‏العزيز، غادة كامل، دعاء الخولي، مجدي عبد العزيز، إسماعيل شعراوي، إمام محمد، فاروق الجندي، ربيع الشاهد، مازن تركي.

جاء العرض دراميًا فى قالب استعراضي غنائي، اعتمادًا على أغاني فنان الشعب سيد درويش، بصوت أبطال العمل مع تقديمها من خلال توزيعات أكثر حداثة، نفذها الموزع الموسيقي حمادة الحسيني.

وعلى قدر الحداثة أثبت العرض أن سيد درويش هو المجدد الأول للموسيقى العربية، وأن ألحانه الخالدة تستطيع الاستمرار، بفضل رشاقتها وخفتها وبساطة تركيبها الفنية، وتقديمه أساليب موسيقية تستطيع التناغم مع كافة التطورات التي تطرأ على الموسيقى الشرقية والعربية، ساعد على ذلك تميز أصوات أبطال العمل الغنائية، الذين أمتعوا الجمهور بتقديم توزيعات جديدة ومتنوعة لفنان الشعب أكثر حداثة تليق بتقديمها فى القرن الحادي والعشرين.

العرض الذى احتفى بسيرة أكبر موسيقي مصري فى القرن الماضى، تخليدًا لذكراه، ورغم تطابق اسمه مع فيلم «سيد درويش» إنتاج عام 1966، بطولة الفنان الراحل كرم مطاوع، وهو أمر طبيعي فى حالة تجسيد شخصية إبداعية مرموقة مثل فنان الشعب، لكنه أخذ منحى آخر عن الفيلم سالف الذكر، إذ جاء تناوله الدرامي سطحي تمامًا ومليء بالأخطاء التاريخية، مع غياب الرؤية الفنية لصناع العمل، مكتفيًا بالمرور سريعا على بدايات "درويش" وإظهار خلافته مع أهل بيته و"سلبيته" أحيانا فى بعض المواقف دون تفسير، كذلك مر على تطورات وإنجازات سيد درويش سريعًا؛ بل إن المشاهد قد يفاجأ بسرعة التحول دون إشارة واضحة.

العرض أيضًا الذي يفترض أنه تاريخي لتناوله شخصية فنية توفيت منذ 97 عاما كاملة، جاء دون وعي بتاريخ تقديم بعض الأغاني ومناسبتها، كما أنهم لم يظهروا أعوامها بالتحديد، واكتفوا بالإشارة الفنية إلى بعض الأحداث التاريخية التي توضح ظروف المشهد التاريخية مثل الحرب العالمية الأولى وثورة 1919، لكن أيضا صناع العمل تورطوا في بعض الأخطاء التاريخية الكارثية، ففي أحد المشاهد وبينما الحديث دائر عن الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، يأتي المشهد الذى يليه وأبطاله التاريخين هم سيد درويش ونجيب الريحاني وبديع خيري، والشيخ يونس القاضي، وهو فى أوج مشوارهم الفني، ليستأذن كي يسمع خطبة الزعيم مصطفى كامل، المتوفى في عام 1908، كذلك تواجد في المشهد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، والمولود حسب عدد من المراجع الفنية في 13 مارس 1902.

كذلك جاء العرض أيضا طويلا ومبالغ فى مدته، خاصة أنه لم يتطرق لسيرة فنان الشعب سيد درويش وإظهار الجوانب الإنسانية والشخصية الخاصة به ومن عاصروه من أهله وزملائه، ولم يستغل مدة العرض الطويلة نسبيا فى تقديم سياق درامى واضح أو رؤية مغايرة عن المنتشرة فى صفحات الإنترنت، واكتفوا بتقديم استعراضات غنائية، جاءت جيدة فى معظمها، بفضل براعة أداء النجمين ميدو عادل ولقاء سويدان، وباقى فريق العمل الذين قدموا أداءً متميزا فى الاستعراض والتمثيل، فلم يقع أحدهم خاصة "عادل" و"لقاء" فى خطاء التقليد الأعمى، بل قدموها من روحهم الخاصة وفهمهم الخاص للشخصية.

أمر آخر جاء تكراره مبالغا ومزعجا للمشاهد، وهو خروج أبطال العمل وبالتحديد الفنان سيد جبر الذي يقدم شخصية "كراوية" عن النص في أكثر من مناسبة لتحية الضيوف، وكأن العرض جاء فى بروفة يعرض لهؤلاء فقط.

كذلك كانت المجاميع ثابتة بشكل غريب، فالشخص الذي يستمع إلى موسيقى سيد درويش فى سوريا، هو نفسه من يستمع إليها فى الإسكندرية وفى القاهرة، وهم أنفسهم أهل حيه فى الإسكندرية، وهم المتظاهرون فى أحداث ثورة 1919، دون تنوع فى استخدامهم.

أما سينوغرافيا العرض جاءت ثابتة عبر لوحات زيتية متغيرة لأشكال توضح أحد أحياء مدينة الإسكندرية أو منزلي سيد درويش وجليلة العالمة أو المسارح التي عمل عليها فنان الشعب، فيما جاءت ديكوراته بسيطة تماما، بينما تميزات الإضاءة والمؤثرات البصرية فى أكثر مناسبة فى توضيح الرسالة التي يستهدف إيصالها للجمهور مثل مشهد وفاة "سيد درويش" والتعبير عنه عن طريق شمعة انطفأت فجاءة.

في النهاية رغم تعدد الأخطاء التاريخية فى العمل والتناول السطحي الشديد، وغياب الرؤية الفنية الواضحة منه، إلا أن مثل هذه الأعمال عن سيرة كبار الموسيقيين والفنانين هي فرصة كبيرة لتقديم أعمالا أكثر كي تمثل أرشيفا للأجيال الحالية لمعرفة عظمة فناني بلادهم وعراقة فنها الأصيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.