كلما هممنا أن نكف عن الحزن وتودع أجفاننا البكاء وتقول كفى فقد ألهبتها الدموع الحزينة وقرحتها الآهات الموجعة بعد أن احتبست الكلمات وتحولت إلى آهات وترجمت إلى دموع ساخنة تأبى الكلمات إلا أن تخرج مجللة بالسواد، ويأبى القلم أن يغير لون مداده إلى لون غير اللون الحزين!! تأبي الأحزان أن تفارق هذا الوطن العربي. الذي يبدو والله أعلم أن الشقاء قد كتب عليه منذ عهد بعيد، فقد هالنا منذ أيام قلائل ما حدث لبيروت وفي مرفق حيوي في بيروت، الانفجار الذي هز أرجاء المدينة ووصل إلي أسماع دول مجاورة، ولا يدري أحد حتي الآن الأسباب والدوافع التي أدت إلي هذه الكارثة المروعة، وهل تلك التكهنات التي نسمعها عن الأسباب هل هي أسباب حقيقية أم هي مجرد تكهنات أم أن هناك من يريد أن يخفي الحقائق ويطمس معلم تلك الكارثة المروعة حتي تكون في غياهب النسيان كما سبقتها من كوارث التي راح ضحيتها شباب الوطن وثروته القومية ودرعه الواقي وحصنه المنيع، شباب البلد ورجاله وضيوفه الأبرياء الذين راحوا ضحية لعمل خسيس بكل المقاييس سواء كان إهمالا أو عمدا، والسؤال من الذي يقف وراء هذا العمل الفظيع الذي أهلك الحرث والنسل، لاشك أنها قوى الغدر والخيانة !!؟ ويكون المصير المحتوم والقدر المشئوم لأهل هذا لبلد وبنيته الأساسية!!!؟ والسؤال متى ومتى وكيف ولماذا؟؟ وكل علامات الاستفهام التي احتوت عليها لغتنا العربية تفرض نفسها في هذا الموقف الحزين والذي لو اجتمعت عليه كل نائحات الأرض نواحا ولطما للخدود وشقا للجيوب ما وفوه حقه.