أبدى القيادى البارز فى حركة حماس ووكيل وزارة الخارجية فى حكومة حماس المقالة الدكتور "أحمد يوسف"، استغرابه الشديد من مبادرة الرئيس محمود عباس أبو مازن الأخيرة، والتى أكد فيها أنه على استعداد لتقديم موعد الانتخابات لتكون مع بداية العام المقبل، وليس فى مايو من العام القادم، كما كان مقرراً، بشرط إتمام المصالحة مع حركة حماس. وقال يوسف فى اتصال هاتفى ل"اليوم السابع"، إن ملف المصالحة ليس محصوراً فى إجراء الانتخابات الفلسطينية وفقط، بل إن هناك عدة ملفات خطيرة ومهمة، وتمت مناقشتها عدة مرات فى الحوارات والاجتماعات التى رعتها القاهرة، ومن بينها ملف منظمة التحرير الفلسطينية، بالإضافة إلى الملف الأكثر سخونة وتعقيداً وهو ملف تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، الذى كان سببا فى فشل إتمام المصالحة. وكان أبو مازن قد اقترح فى رده على سؤال ل"اليوم السابع" حول أسباب توقف جوالات المصالحة، تبكير أجراء الرئاسية والبرلمانية والمجلس الوطنى فى يناير بدلا من مايو. وعن مدى قابلية حركة حماس لمبادرة أبو مازن، قال وكيل وزارة الخارجية فى حكومة حماس، إن موضوع الانتخابات يحتاج إلى وقت، لتجهيز البرامج الانتخابية واختيار المرشحين، ثم أى انتخابات يتحدث عنها الرئيس وهناك قطيعة بين حماس وفتح والضفة وقطاع غزة. وتساءل القيادى الحمساوى كيف لنا أن يتم الترتيب والتنسيق بين مرشحى غزة والضفة وهناك جهاز أمنى فى الضفة الغربية تسيطر عليه فتح وهناك جهاز أمنى فى غزة تسيطر عليه حماس، مشيراً إلى أن ذلك سيشكل عقبة أيضا أمام حركة فتح ومرشحيها، كما شدد، على أهمية تنفيذ بنود المصالحة الفلسطينية بكل ما تم التوافق عليه والتى رعتها القاهرة، حتى يكون هناك الألفة التى تجمع بين الحركتين، والضفة وغزة، بالإضافة إلى كسب ود الشارع الفلسطينى ومساندته لأن هذه القطيعة ليست فى مصلحة الحركتين. وفيما يتعلق باستحقاق سبتمبر، والذى تسعى من خلاله السلطة الوطنية الفلسطينية لتقديم طلب يوم 23 القادم للاعتراف بالدولة الفلسطينية كدولة ذات سيادة مستقلة على حدود 67، بالإضافة إلى دعوة أبو مازن الشعوب العربية لجعل الجمعة القادمة جمعة لنصرة القضية الفلسطينية، قال الدكتور أحمد يوسف، "إن هذا الملف تحرك فيه الرئيس دون التشاور والإجماع الوطنى، وأنا لا أفهم كيف يتم تجاوز حركة بحجم حركة حماس، بالإضافة إلى الحركات والقوى الفلسطينية الأخرى، وهذا الأمر كان مطلوباً بشدة، ولذلك أشرنا إليه أكثر من مرات عديدة، فى أنه لابد على الرئيس أن يذهب إلى نيويورك وخلفه الشارع الفلسطيني، ولكن للأسف هذا لم يحدث. وأوضح يوسف أن الرئيس أبو مازن دائماً ما يتجاهل حماس فى كل شيء، وهو بذلك تجاهل الشعب فى قطاع غزة، لافتا إلى أنه حتى هذه اللحظة لم تتم دعوة حماس للتشاور فى هذا الأمر الذى بت فيه الرئيس، بالإضافة إلى أنه لم تتم دعوة حماس إلى تنظيم أو المشاركة أو المساعدة فى هذه الفعالية التى يسعى لحشدها أبو مازن حتى تعرض على قيادات الحركة لاتخاذ قرار بشأنها. وأضاف يوسف، "لكننى فى النهاية أقول، إن حركة حماس لا يمكن أن تتأخر فى أى فعالية أو دعوة يكون فيها المردود العام لصالح الشعب الفلسطينى، وأنا بصفة شخصية أتمنى أن ينجح المسعى الفلسطينى فى الوصول إلى ما يصبو إليه، كما أتمنى من الرئيس أن لا ينفرد مرة أخرى بقرار فيه مصلحة الشعب الفلسطينى، وهذا قلته مرات عديدة.