فى مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز عن حالة الثقافة فى مصر، يصف الكاتب الحالة الثقافية فى مصر تحت حكم مبارك بأنها كانت متردية للغاية، حيث كانت الحكومة هى الراعى للثقافة المصرية، تستميل وتجذب الكتاب لصفها، وتبطش بكل الأصوات المعادية لها، مثل الكاتب عبد الحليم قنديل الذى تم اختطافه وضربه من الأمن المصرى بسبب كتاباته المعادية للنظام، وكتبه الحادة التى كان يتم منعها فى عهد مبارك مثل "كارت أحمر للرئيس" والذى أصبح من أكثر الكتب مبيعا فى بعد الثورة . ويضيف الكاتب أن هذا دفع العديد من الكتاب للهروب من هذه الرقابة الحكومية بنشر كتبهم فى لبنان التى كانت أكثر تساهلا، والدول الخليجية حيث ظهرت العديد من المؤسسات الثقافية أكثر اهتماما بالثقافة، وتقدم العديد من الجوائز القيمة، ولكن ظلت هناك بعض المحاولات لكسر هذا الحصار الحكومى على الثقافة المصرية، ودلل على ذلك بنموذج "دار ميريت" التى أسسها "محمد هاشم" أواخر التسعينات، لتتبنى الإبداع الجديد والطليعى وتهتم بالثقافة المصرية، فأصبحت قبلة الباحثين عن حرية النشر فى مصر، وصدر عنها رواية "عمارة يعقوبيان" للكاتب علاء الأسوانى، كما قدمت الكاتب أحمد العايدى الذى استخدم أسلوبا مختلفا فى كتابة القصة الشبابية، والكاتب خالد البرى صاحب رواية "الدنيا أفضل من الجنة". ويصف الكاتب زيارته لمحمد هاشم فى مكتبه القريب من ميدان التحرير، حيث يتواجد العديد من الأدباء المصريين، مثل الكاتب حمدى أبو جليل، ومجدى الشافعى كاتب رواية "مترو" التى تم منعها فى عهد مبارك، قال هاشم للحاضرين: "لدينا ملايين الشهود على هذه الثورة، كل شخص منهم يعد كاتبا جديدا"، ومن جانبه يخطط هاشم ليصدر مجموعة من الكتب عن انطباعات الثورة بواسطة العديد من الكتاب الشباب الهواة. كما يشير الكاتب إلى أن الحالة الثقافية فى مصر قد تأثرت بالثورة، وقرر العديد من الكتاب إعادة النظر فى كتاباتهم، مثل الكاتبة منصورة عز الدين التى كانت فى منتصف رواية جديدة لها عن شاب فى العشرينات من عمره قرر العزوف عن السياسة والحياة كلها، عند قيام الثورة مما جعلها تتوقف وتقرر إعادة النظر فى كتاباتها بسبب تغير نظرتها لهذا الجيل الذى تقول إنها "لم تفهمه جيدا"، وتم تغيير ثلاثة وزراء للثقافة بسبب عدم انتمائهم للفكر الثورى، حيث يصارع الكثير من الكتاب والمثقفين للحفاظ على الأهداف التى قامت من أجلها الثورة.