اختفت بعض القوى السياسية والأحزاب فى جمعة تصحيح المسار، وعلت أصوات الباعة الجائلين بعد أن باتت لغتهم هى اللغة الوحيدة المسموعة، وتحول الميدان إلى سوق شعبى كبير يجد فيه الناس كل ألوان البضائع من "الإبرة للصاروخ". المعلمة "أم عبد الله"، سمعت عن المليونيات التى يخرج إليها الباعة الجائلين من كل مكان، فانتظرت الفرصة وحملت عربتها الصغيرة، متجهة إلى الميدان منذ الصباح لعلها تجد من يطلب منها الممبار والكفتة وباقى محتويات "مصمتها المتنقل". تقول وهى مستمرة فى إعداد الأكل على عربة الممبار التى التف حولها الزبائن :"أنا أول مرة أجى الميدان، بس سمعت أن الناس بتيجى هنا تسترزق والدنيا زحمة والشغل ماشى" . أم عبد الله، تعمل على عربة الممبار منذ سنوات طويلة، وترى أن "الشغل مش عيب"، ولهذا السبب اتجهت إلى ميدان التحرير حاملة معها مصدر رزقها الوحيد، "أنا مع الثورة بس دا أكل عيشنا"، وترى أن الميدان الآن فرصة لطلب الرزق ويجب على الجميع استغلالها.