قالت السفارة السودانية فى القاهرة إن الهجوم الغادر لمالك عقار الوالى المخلوع للنيل الأزرق، والتحركات العسكرية الشائنة لقوات الحركة الشعبية، على حد تعبيرها، أدى إلى اتخاذ رئيس الجمهورية للقرارات المهمة المتمثلة فى إعلان حالة الطوارئ بالولاية وعزل مالك عقار وتعيين قائد عسكرى، مضيفة أن تلك القرارات سيعقبها خطوات أخرى فى إطار ما وصفته بالتصدى لمؤامرات الحركة الشعبية الدؤوبة لزعزعة الاستقرار فى الشمال لتمرير الأجندات الأجنبية التى تستهدف أمن المنطقة وزعزعة استقرارها لصالح إسرائيل وتمدد نفوذها إلى قلب أفريقيا. وكان الرئيس السودانى عمر البشير قد أعلن حالة الطوارئ فى ولاية النيل الأزرق يوم الجمعة الماضى على خلفية الأحداث التى شهدتها الولاية الخميس، وهى الأحداث التى يزعم حزب المؤتمر الحاكم أن جيش الحركة الشعبية اختلقها بقيادة مالك عقار والى الولاية. وذكر بيان صادر عن السفارة السودانية فى القاهرة أن ما وصفه بتمرد عقار لم يبدأ مع أحداث الخميس، ولكنه سبقها بفترة طويلة لتكون تلك الأحداث نتاج سلسلة من المواقف والتحركات بدأت برفض الحركة الشعبية لإعادة الدمج والتسريح عقب انتهاء الفترة الانتقالية وانفصال جنوب السودان، وأيضا رفض توفيق أوضاع جنودها وفقا للآليات المتفق عليها فى الترتيبات الأمنية فى مرحلة ما بعد الاستفتاء، ويتسق ذلك مع رفض الحركة الشعبية بقطاع الشمال وقف إطلاق النار بولاية جنوب كردفان الذى أعلنه رئيس الجمهورية من جانب واحد ووفقا لمناشدات من جهات إقليمية ودولية. وجاء فى البيان الذى تلقى "اليوم السابع" نسخة منه "إذا كان عبد العزيز الحلو زعيم التمرد فى جنوب كردفان قد أعلن تمرده منذ حين فإن مالك عقار أيضا قرر التمرد من حينها فهو والى ولاية النيل الأزرق وفقا للتقسيم الولائى لجمهورية السودان، ومع ذلك رفض أكثر من مرة الحضور إلى العاصمة الخرطوم لبحث الأوضاع السياسية والترتيبات الأمنية، وبدأ أيضا التعبئة للحرب منذ ظهوره فى إعلان كاودا فى بداية شهر أغسطس المنصرم الذى قام على إسقاط النظام بكل الوسائل المتاحة بما فيها العسكرية، وشاركه فى هذا الإعلان زعيما حركة تحرير السودان (عبد الواحد محمد نور ومنى أركو مناوى) وياسر عرمان من الحركة الشعبية قطاع الشمال، ثم بدأ التحرك الفعلى من حينها فى سلسلة من الأحداث لنقل هذه المقررات إلى أرض الواقع، فى خطوة تعكس الغباء السياسى لوالى ولاية النيل الأزرق المخلوع، وكيد ودسائس للحركة الشعبية التى لم يكفها فصل الجنوب وتسعى لزعزة استقرار الشمال". وأكدت السفارة السودانية فى بيانها أن هذه الأحداث بدأت بتنقل الوالى السابق عقار بين جوبا وبانتيو وأثيوبيا برفقة زعيم التمرد فى جنوب كردفان عبد العزيز الحلو ومن وصفته بصديق إسرائيل بقطاع الشمال ياسر عرمان فى إطار الترتيبات لإسقاط النظام عسكريا وفقا لإعلان كودا. وفى 28 من الشهر الماضى أعلن الوالى المخلوع أن الحرب واقعة لا محال وعليهم الاستعداد لها وفى اليوم التالى قال فى احتفال رياضى مخاطبا الشباب إن عليهم الاستعداد للحرب.