مشاهد جديدة لم يعتاد الأمريكان عليها، صاحبت مقتل جورج فلويد وسط تظاهرات حاشدة فى عدة ولايات رفضا لأحداث العنف، فالرجل الأسود الذى لقى مصرعه على يد الشرطة أعاد للأذهان ذكريات مؤلمة وحقب تاريخية أصلت للعبودية والتمييز. الرد جاء سريعا من المتظاهرين، الذين خرجوا رفضا للعنصرية وعبروا عن غضبهم بتحطيم تماثيل ونصب تذكارية، رفضا لتاريخ أصحابها وألقوها تحت الأقدام.
وأشعلت هذه الحادثة، نيران رفض العنصرية و العنف فى الكثير من الدول، ورفض رموزها منذ الماضى السحيق، الأمر الذى أدى إلى مشاهدة عدد من التماثيل الموضوعة كنصب تذكارية فى الميادين العامة منذ سنوات طويلة، تنهار وتتحطم وتلقى فى المياه، رفضًا لتاريخ أصحابها. وأبرز هذه التماثيل التى لطالما أثارت الجدل، حتى قبل الحادثة العنصرية، هى التماثيل المعبرة عن الحقبة الكونفدرالية، التى أصلت للعبودية فى الولاياتالمتحدة، ويرمز مصطلح الكونفيدرالية إلى ما يعرف بولايات الرقيق الجنوبية الأمريكية التى أعلنت فى القرن التاسع عشر انفصالها عن أمريكا. ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا حول دعوات لإزالة التماثيل الخاصة بالقادة الكونفدراليين الذين يمثلون حقبة الحرب الأهلية الأمريكية والجمهورية الانفصالية التى كانت تؤيد البقاء على العبودية، وأشارت إلى اقتراح البعض بجمع مئات الآثار التى تعود إلى هذه الحقبة فى متحف واحد بدلاً من وجود تماثيل أولئك القادة فى الميادين الكبرى داخل الولاياتالمتحدة.
و انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى، توضح قيام المحتجين بتحطيم تمثال جورج واشنطن وهو أول رئيس للولايات المتحدة ، وأحد الآباء المؤسسين للبلاد وأبرز رموزها، فهو الذي قاد التمرد الذي انتهى بإعلان انفصال واستقلال الولاياتالمتحدة عن بريطانيا في 4 يوليو 1776، كما أنه ترأس الاتفاقية التي صاغت الدستور، الذي حل محل مواد الاتحاد الكونفدرالي، وأنشأ منصب الرئيس.
التمثال الجرافيتى
وفى وسط لندن أيضًا، قام محتجون بتشويه تمثال ل ونستون تشرشل ، ووصفوه بأنه "عنصري" ، وجاء تشويه تمثال تشرشل في ساحة البرلمان ، وقام المتظاهرون برش اسم تشرشل واستبداله ب "كان عنصريًا، كما تم رسم تمثال تشرشل بكتابات خضراء ، على نحو ساخر ، في الذكرى السادسة والسبعين ليوم النصر.
وفى لندن أطاح محتجون مناهضون للعنصرية في مدينة بريستول الساحلية بجنوب غرب انجلترا بتمثال تاجر رقيق بارز وألقوا به في الميناء، حيث أظهرت لقطات فيديو المتظاهرين يعلقون الحبال على تمثال إدوارد كولستون قبل سحبه إلى أسفل يوم الأحد وإلقائه في نهاية المطاف في الميناء.
وتظهر الصور على وسائل التواصل الاجتماعي أن المتظاهرين يركعون على ركبتي التمثال ، متذكرين كيف استخدم ضابط شرطة مينيابوليس الأبيض ركبته لتعليق عنق جورج فلويد قبل وفاة الرجل الأسود المكبل يوم 25 مايو.
وقصة كولستون ، الذي ولد في عام 1636 ، تكمن فى أنه كان شخصية مثيرة للجدل، فمن بين الجهود المبذولة "لإنهاء الاستعمار"، تمت دعوة المدينة لإزالة اسمه من أكبر مكان للموسيقى ، كولستون هول. تشرشل وفي الأربعينيات من عمره ، كان كولستون متورطًا بشكل بارز في شركة العبودية الرسمية البريطانية الوحيدة في ذلك الوقت ، الشركة الملكية الأفريقية ، التي نقلت عشرات الآلاف من الأفارقة عبر المحيط الأطلسي ، بشكل رئيسي إلى منطقة البحر الكاريبي.
وفى ولاية فيرجينيا بأمريكا قام المحتجون بإزالة تمثال يخلد ذكرى روبرت لى، حيث يصور جنرال الكونفيدرالية بأنه أكبر من الحياة، وهذا التمثال موجود فى المدينة منذ عام 1924، لكنه فى العامين الماضيين دعا عدد من السكان وبعض مسئولى المدينة والمنظمات إلى إزالته، وحدث الأمر نفسه مع عدد من رموز الحرب الأهلية الأمريكية فى مدن أخرى، حيث يراها البعض رمزًا للعبودية والتفرقة العنصرية.
و أقدمت ولاية مريلاند، على إزالة تماثيل لقادة من الكونفدرالية الأمريكية فى بالتيمور، ومن بينهم تمثال الجنرال روبرت لى وتوماس جاكسون وكذلك نصب قاضيا سابقا فى المحكمة العليا كان مسئولاً عن صدور حكم عام 1857 يقضى بحرمان الأمريكيين السود من الجنسية الأمريكية. تمثال جنرال كونفدرالى وروبرت لي، هو القائد العسكري الكونفدرالي الذي قاد جيش الجنوب خلال الحرب الأهلية الأميركية روبرت إدوارد لي وفاز جيش لي في العديد من المعارك، لكنه هزم في معركة جيتيزبورج الشهيرة بولاية بنسلفانيا على يد الميجر جنرال جورج ميد، ثم استسلم لقوات الاتحاد في فرجينيا في التاسع من أبريل 1865.
وبعد هزيمة الجنوب قاوم لي جهودا لبناء نصب تذكارية كونفدرالية على شرفه وأراد في المقابل بدء صفحة جديدة بعد الحرب، وتوفي لي بعد خمس سنوات على انتهاء الحرب الأهلية، وحضر جنازته شخصيات بارزة من الشمال. تمثال جنرال كونفدرالى وفي ال25 عاما الأولى التي تلت الحرب الأهلية، لم يتم وضع نصب كثيرة لأن الاقتصاد والنظام الاجتماعي كانا مدمرين. لكن في أواخر القرن ال19 وبداية القرن ال20، بدأت جماعات مثل اتحاد بنات الكونفدرالية وأبناء محاربي الكونفدرالية القدامى، بناء نصب تذكارية تروج لفكرة "الهدف الضائع".
فيما أزالت السلطات في فيلادلفيا، تمثال مفوض الشرطة السابق فرانك ريزو، رئيس بلدية فيلادلفيا السابق الذي يتواجد بالقرب من مبنى الخدمات البلدية في وسط المدينة بعد تعرضه إلى عمليات تشويه وتخريب خلال احتجاج على وفاة جورج فلويد .
وأكد عمدة مدينة فيلادلفيا جيم كيني، أن التمثال لم يعد متواجدًا الآن أمام مبنى الخدمات البلدية في المدينة، وفي وقت سابق سابق من الأسبوع الحالي أشار عمدة مدينة فيلادلفيا إلى أنه لا يحب هذا التمثال وأعلن خطة لنقله في وقت لاحق من الشهر الجاري.
ويعتبر الكثيرون من الأمريكيين هذا التمثال رمزًا للعنصرية والتعصب، ففي السبعينيات، أخبر فرانك ريزو ناخبي فيلادلفيا "بالتصويت باللون الأبيض"، لتحيزه لأصحاب البشرة السمراء، وقد عمل مفوضًا للشرطة في وقت سابق، وبات هذا التمثال رمزًا صريحًا للمعاملة الوحشية لضباط الشرطة "البيض" ضد السود والأقليات الأخرى.
ويرى العديدون أن عمدة فيلادلفيا السابق فرانك ريزو له إرث كبير من عدم التسامح والتعصب ضد الأشخاص من ذوي البشرة السمراء، ولذلك تعرض التمثال لعمليات تخريب وتشويه مؤخرًا خلال الاحتجاجات التي خرجت ضد جورج فلويد.
وفى فيرجينيا أطاحت مجموعة صغيرة من المتظاهرين بتمثال لجنرال كونفدرالي في العاصمة الكونفدرالية السابقة في وقت متأخر من يوم السبت ، بعد يوم من الاحتجاجات السلمية إلى حد كبير في مدينة فرجينيا.
وقالت متحدثة باسم شرطة ريتشموند انه تم سحب تمثال الجنرال ويليامز كارتر ويكهام من قاعدة التمثال في مونرو بارك.
وذكرت صحيفة ريتشموند تايمز ديسباتش أن حبلًا تم ربطه حول التمثال الكونفدرالي ، الذي وقف منذ عام 1891 ، مضيفًا أن شخصًا ما تبول على التمثال بعد سحبه لأسفل، وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو من الصحيفة ما يبدو أنه طلاء أحمر مرسوم أو رش على التمثال.
تماثيل الحقبة الكونفدرالية جورج واشنطن جورج فلويد ونستون تشرتشل الموضوعات المتعلقة مجلس النواب الأمريكي يعلن تشريعا للتعامل مع الشرطة بعد وفاة جورج فلويد الإثنين، 08 يونيو 2020 05:15 م بسبب مقتل جورج فلويد.. احتجاجات بالآلاف فى شوارع برلين لرفض العنصرية الإثنين، 08 يونيو 2020 05:13 م جورج فلويد يفجر احتجاجات ضد عنصرية وعنف اليمين المتطرف بإيطاليا.. فيديو الإثنين، 08 يونيو 2020 10:42 ص تكتل السود بالكونجرس الأمريكي يرفع شعار "إلغاء حصانة الشرطة هو الحل" .. 50 نائبا يعدون مشروع قانون للرد على قتل جورج فلويد.. ومسئول بالعدالة الجنائية الأمريكية يكشف : قاتل فلويد لن يواجه أى اتهامات الإثنين، 08 يونيو 2020 01:00 ص